مشركاً فإن الله لا يرتضيه فلا يأذن أن يشفع له كما قال تعالى:(ولا يشفعون إلا لمن إرتضى){سورة الأنبياء، الآية: ٢٨} .
الثالث: إن الله تعالى أعطى الشفاعة غير محمد صلى الله عليه وسلم فالملائكة يشفعون، والأفراط يشفعون والأولياء يشفعون، فقل: له: هل تطلب الشفاعة من كل هؤلاء؟ فإن قال: لا فقد خصم وبطل قوله وإن قال: نعم. رجع إلى القول بعبادة الصالحين، ثم إن هذا المشرك المشبه ليس يريد من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشفع له، ولو كان يريد ذلك لقال " اللهم شفع في نبيك محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم" ولكنه يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة ودعاء غير الله شرك أكبر مخرج من الملة، فكيف يريد هذا الرجل الذي يدعو مع الله غيره أن يشفع له أحد عند الله سبحانه وتعالى؟ .
... وقال المؤلف "إن الملائكة يشفعون، والأولياء" سنده حديث أبي سعيد الخدري رضي الله ... عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم مطولاً وفيه فيقول الله عز وجل " شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون"(١) الحديث.
... وقوله " والأفراط يشفعون" الأفراط هم الذين ماتوا قبل البلوغ وسنده حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا من تحلة القسم" أخرجه البخاري وله عنه وعن أبي سعيد من حديث آخر "لم يبلغوا الحنث".