ويقال له أيضاً: قولك الشرك عبادة الأصنام، هل مرادك أن الشرك مخصوص بهذا وأن الإعتماد على الصالحين ودعاءهم لا يدخل في ذلك؟ فهذا يرده ما ذكر الله في كتابه من كفر من تعلق على الملائكة أو عيسى أو الصالحين (١) . فلا بد أن يقر لك أن من أشرك في عبادة الله أحدًا من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب.
وسر المسألة (٢) : أنه إذا قال أنا لا أشرك بالله.
فقل له: وما الشرك بالله؟ فسره لي؟
فإن قال (٣) : هو عبادة الأصنام.
ــ
(١) قوله " ويقال له أيضاً قولك: الشرك عبادة الأصنام" إلى قوله " وهذا هو المطلوب" هذا هو الجواب الثاني أن يقال: هل أشرك في عبادة الله أحداً من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب.
(٢) قوله: "وسر المسألة" يعني لبها أنه إذا قال أنا لا أشرك بالله فاسأله ما معنى الشرك؟ فإن قال: هو عبادة الأصنام، فاسأله ما معنى عبادة الأصنام؟ ثم جادله على ما سبق بيانه.
(٣) قوله: "فإن قال. . . إلخ" يعني إذا أدعى هذا المشرك أنه لا يعبد إلا الله وحده فاسأله: ما معنى عبادة الله وحده؟ وحينئذ لا يخلو من ثلاث حالات:
الأولى: أن يفسرها بما دل عليه القرآن فهذا هو المطلوب والمقبول، وبه يتبين أنه لم يحقق عبادة الله وحده حيث أشرك به.