للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنَا

٣٦٧٨٣ - عَفَّانُ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ , أَنَّ النِّسَاءَ , كُنَّ يَوْمَ أُحُدٍ خَلْفَ الْمُسْلِمِينَ يُجْهِزْنَ عَلَى جَرْحَى الْمُشْرِكِينَ , فَلَوْ حَلَفْتُ يَوْمَئِذٍ لَرَجَوْتُ أَنْ أَبَرَّ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يُرِيدُ الدُّنْيَا حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} [آل عمران: ١٥٢] فَلَمَّا خَالَفَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَصَوْا مَا أُمِرُوا بِهِ , أُفْرِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِسْعَةٍ , سَبْعَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ وَهُوَ عَاشِرُهُمْ , فَلَمَّا رَهِقُوهُ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا رَدَّهُمْ عَنَّا , قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ سَاعَةً حَتَّى قُتِلَ , فَلَمَّا رَهِقُوهُ , أَيْضًا قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ رَجُلًا رَدَّهُمْ عَنَّا , فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ , فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِصَاحِبَيْهِ: «مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا» , فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: اعْلُ هُبَلُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُولُوا اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ» , فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا عُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُولُوا: اللَّهُ مَوْلَانَا وَالْكَافِرُونَ لَا مَوْلَى لَهُمْ , فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ , يَوْمٌ لَنَا وَيَوْمٌ عَلَيْنَا , وَيَوْمٌ نُسَاءُ وَيَوْمٌ نُسَرُّ , حَنْظَلَةُ بِحَنْظَلَةَ , وَفُلَانٌ بِفُلَانٍ وَفُلَانٌ بِفُلَانٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا سَوَاءَ , أَمَّا قَتْلَانَا فَأَحْيَاءٌ يُرْزَقُونَ , وَقَتْلَاكُمْ فِي النَّارِ يُعَذَّبُونَ» , ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: قَدْ كَانَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةٌ , وَإِنْ كَانَتْ لَعَنْ غَيْرِ مَلَاءٍ مِنِّي , مَا أَمَرْتُ وَلَا نَهَيْتُ , وَلَا أَحْبَبْتُ وَلَا كَرِهْتُ , وَلَا سَاءَنِي وَلَا سَرَّنِي , قَالَ: فَنَظَرُوا فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ , وَأَخَذَتْ هِنْدُ كَبِدَهُ فَلَاكَتْهَا فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَأْكُلَهَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكَلَتْ مِنْهُ شَيْئًا»؟ قَالُوا: لَا , قَالَ: «مَا كَانَ اللَّهُ لِيُدْخِلَ شَيْئًا مِنْ حَمْزَةَ النَّارَ» , فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ , وَجِيءَ بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَوُضِعَ إِلَى جَنْبِهِ فَصَلَّى عَلَيْهِ , فَرُفِعَ الْأَنْصَارِيُّ وَتُرِكَ حَمْزَةُ , ثُمَّ جِيءَ بِآخَرَ فَوَضَعَهُ إِلَى جَنْبِ حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ , ثُمَّ رُفِعَ وَتُرِكَ حَمْزَةُ , حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ صَلَاةً "

<<  <  ج: ص:  >  >>