وَقَالَ تَعَالَى: {وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا} [طه: ١٠٨] وكم بَيْنَ عَبْد سكت تصاونا عَنِ الكذب والغيبة وبين عَبْد سكت لاستيلاء سلطان الهيبة عَلَيْهِ، وَفِي معناه أنشدوا:
أفكر مَا أقول إِذَا افترقنا ... وأحكم دائبا حجج المقال
فانساها إِذَا نحن التقينا ... فأنطق حِينَ أنطق بالمحال
وأنشدوا:
فيا ليل كم من حاجة لي مهمة ... جئتكم لَمْ أدر يا ليل مَا هيا
وكم حَدِيث لَك حَتَّى إِذَا ... مكنت من القيام أنسيته
رأيت الْكَلام يزين الفتى ... والصمت خير لمن قَدْ صمت
فكم من حروف تجر الحتوف ... ومن ناطق ود أَن لو سكت
والسكوت عَلَى قسمين: سكون بالظاهر وسكوت بالقلب والضمائر فالمتوكل يسكت قلبه عَن تقاضي الأزراق والعارف يسكت قلبه مقابلة للحكم بنعت الوفاق فهذا بجميل صنعه واثق وَهَذَا بجميع حكمه قانع وَفِي معناه قَالُوا: تجرى عليك صروفه وهموم سرك مطرقه وربما يَكُون سبب السكوت حيرة البديهة فَإِنَّهُ إِذَا ورد كشف عَن وصف البغتة خرست العبارات عِنْدَ ذَلِكَ فلا بيان ولا نطق وطمست الشواهد هناك فلا علم ولا حس قَالَ اللَّه تَعَالَى: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا} [المائدة: ١٠٩]
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute