للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وتسبيحهم لله دائم لا ينقطع، لا في الليل، ولا في النهار: (يسبحون اللَّيل والنَّهار لا يفترون) [الأنبياء: ٢٠] .

ولكثرة تسبيحهم فإنهم هم المسبحون في الحقيقة، وحق لهم أن يفخروا بذلك: (وإنَّا لنحن الصَّافون - وإنَّا لنحن المسبحون) [الصافات: ١٦٥-١٦٦] .

وما كثرة تسبيحهم إلا لأن التسبيح أفضل الذكر، روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذكر أفضل؟ قال: (ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده) (١) .

٢- الاصطفاف: سبق ذكر الحديث الذي يحث الرسول صلى الله عليه وسلم فيه أصحابه على الاقتداء بالملائكة في الاصطفاف للصلاة: (ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟) . وعندما سئل عن كيفية اصطفافهم قال: (يتمون الصفوف، ويتراصون في الصف) . رواه مسلم (٢) .

وفي القرآن عن الملائكة: (وإنَّا لنحن الصَّافون) [الصافات: ١٦٥] . وهم يقومون، ويركعون، ويسجدون، ففي مشكل الآثار للطحاوي، وفي المعجم الكبير للطبراني عن حكيم بن حزام قال:

" بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه إذ قال لهم: (أتسمعون ما أسمع؟) . قالوا: ما نسمع من شيء، قال: (إني لأسمع أطيط السماء، وما تلام أن تئط، ما فيها موضع شبر إلا عليه ملك ساجد أو قائم) (٣) .

٣- الحج: للملائكة كعبة في السماء السابعة يحجون إليها، هذه الكعبة هي التي


(١) صحيح مسلم: ٤/٢٠٩٣. ورقمه: ٢٧٣١.
(٢) صحيح مسلم: ١/٣٢٢. ورقمه: ٤٣٠.
(٣) قال فيه الألباني: (صحيح على شرط مسلم) . سلسلة الأحاديث الصحيحة: حديث رقم ٨٥٢.

<<  <   >  >>