عندما أراد الله سبحانه أن يخلق آدم أعلم ملائكته بمراده، فسألوه عن الحكمة من وراء ذلك؛ لأنهم علموا أنه سيقع من بني آدم إفساد، وسفك دماء، وعصيان، وكفر، فأخبرهم سبحانه، أن من وراء خلقه لآدم حِكَماً لا يعلمونها:(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفةً قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون)[البقرة: ٣٠] .
سجودهم له عند خلقه:
أمر الله ملائكته بالسجود لآدم حين يتمّ خلقه، وتنفخ فيه الروح:(إذ قال ربُّك للملائكة إني خالق بشراً من طينٍ - فإذا سوَّيته ونفخت فيه من رُّوحي فقعوا له ساجدين)[ص: ٧١-٧٢] .
وقد استجابوا لأمر الله إلا إبليس:(فسجد الملائكة كلُّهم أجمعون - إلاَّ إبليس استكبر وكان من الكافرين)[ص: ٧٣-٧٤](١) .
(١) هذه الآية ظاهرة الدلالة في أن الملائكة جميعاً سجدوا لآدم، وفي هذا ردٌ على الذين قالوا إن الذين سجدوا هم جزء من الملائكة، أو أنهم ملائكة الأرض فحسب، والأثر الوارد في أنهم ملائكة الأرض المنسوب إلى ابن عباس فيه نكارة وانقطاع. ويرى ابن تيمية أن الآية نص لا يحتمل التأويل، ولا يجوز مخالفتها.