للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سادساً: لا يأكلون ولا يشربون:

أشرنا من قبل أنهم لا يوصفون بالذكورة والأنوثة، وكذلك هم لا يحتاجون إلى طعام البشر وشرابهم، فقد أخبرنا الله أن الملائكة جاؤوا إبراهيم في صورة بشر، فقدّم لهم الطعام، فلم تمتد أيديهم إليه، فأوجس منهم خيفة، فكشفوا له عن حقيقتهم، فزال خوفه واستغرابه: (هل أَتَاكَ حديث ضيف إبراهيم المكرمين - إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلامٌ قومٌ منكرون - فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمينٍ - فقرَّبه إليهم قال ألا تأكلون - فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشَّروه بغلامٍ عليم ٍ) [الذاريات: ٢٤-٢٨] .

وفي آية أخرى قال: (فلمَّا رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خِيفَةً قالوا لا تخف إنَّا أرسلنا على قوم لوطٍ) [هود: ٧٠] .

ونقل السيوطي عن الفخر الرازي: أن العلماء اتفقوا على أن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون (١) .

سابعاً: لا يملّون ولا يتعبون:

والملائكة يقومون بعبادة الله وطاعته وتنفيذ أوامره، بلا كلل ولا ملل، ولا يدركهم ما يدرك البشر من ذلك، قال تعالى في وصف الملائكة: (يسبحون الليل والنهار لا يفترون) [الأنبياء: ٢٠] .

ومعنى لا يفترون: لا يضعفون. وفي الآية الأخرى: (فالَّذين عند ربك يسبحون له بالَّليل والنَّهار وهم لا يسأمون) [فصلت: ٣٨] تقول العرب: سئم الشيء، أي: ملّه.

وقد استدل السيوطي بقوله: (لا يفترون) على أن الملائكة لا ينامون، ونقله عن الفخر الرازي (٢) .

ثامناً: منازل الملائكة:

منازل الملائكة ومساكنها السماء، كما قال تعالى: (تكاد السَّماوات يتفطَّرن من فوقهنَّ والملائكة يسبحون بحمد ربهم) [الشورى: ٥] .

وقد وصفهم الله تعالى بأنهم عنده: (فإن استبكروا فالَّذين عن ربك يسبحون له بالَّليل والنَّهار وهم لا يسأمون) [فصلت: ٣٨] .


(١) الحبائك في أخبار الملائك: ص ٢٦٤.
(٢) الحبائك في أخبار الملائك: ص ٢٦٤.

<<  <   >  >>