للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التيس، فجازيته على ذلك، فضحك نور الدين منه.

وقال فتيان١: رأيته في المنام بعد موته فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال:

أنشدته قصيدة، ما في الجنة مثلها، وأنشدني إياها، فعلق بحفظي منها:

يا هذه اقصري عن العذل ... فلست في الحل ويك من قبلي٢

يا رب ها قد أتيت معترفا ... بما جنته يداي من زلل

ملآن كف بكل مأثمة ... صفر يد من محاسن العمل

فكيف أخشى نارا مسعرة ... وأنت يا رب في القيامة لي؟

قال: فوالله منذ فرغت من إنشائها ما سمعت حسين٣ النار.

٩٩- الحسن بن عبد الله بن المرزبان، القاضي أبو سعيد السيرافي٤.

ولي قضاء بغداد، وسكن الجانب الشرقي، وكان أبوه مجوسيا، واسمه بهزاد، فأسلم، فسماه ابنه عبد الله.

قرأ النحو على ابن السراج٥، وعلى أبي بكر مبرمان٦، واللغة على أبي بكر


١ هو فتيان الشاغوري، شاعر دمشقي، نسبته إلى محلة الشاغور بدمشق، اتصل بالملوك ومدحهم وعلم أو لادهم. توفي بدمشق سنة ٦١٥ الأعلام ٥/ ٣٣٦. له ديوان شعر مطبوع ومحقق.
٢ رواية ياقوت: "فلست في الحلق ... " ولعلها أصح. والقبل: الطاقة والمقدرة.
٣ الحسين: الصوت الخفي.
٤ ترجمته في طبقات ابن قاضي شهبة ص٢٥٦ وإنباه الرواة ١/ ٣١٣ وطبقات الزبيدي ص٨٦ وبغية الوعاة ١/ ٥٠٧ والفهرست ١/ ٦٢ ومعجم الأدباء ٨/ ١٤٥ والأعلام ٢/ ٢١٠ ومعجم المؤلفين ٣/ ٢٤٢. والسيرافي بكسر السين: نسبة إلى سيراف، وهي من بلاد فارس، على ساحل الخليج العربي.
٥ محمد بن السري، أبو بكر، وقد ترجم له المصنف برقم ٣٢٠.
٦ ترجم له المصنف برقم ٣٤٢.

<<  <   >  >>