للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٩٨- الحسن بن صافي بن عبد الله بن نزار بن أبي الحسن١.

البغدادي النحوي. عرف بملك النحاة، إمام بارع، ذو نظم ونثر، وله مصنفات في النحو والصرف والقراءات والفقه والأصول وديوان شعر، وله كتاب "الحاوي" مجلدان" و"التذكرة الشعرية" أربعمائة كراسة، و"المقامات" وكتاب في العروض، وكتاب "العمدة" في النحو و"المنتخب" في النحو، و"المقتصد" في الصرف، و"أسلوب الحق" في تعليل القراءات العشر، و"الحاكم" في الفقه مجلدان، على مذهب الإمام المطلبي٢، وغير ذلك.

مات عن ثمانين سنة، سنة ٥٦٨ ٣. ودفن بباب الصغير بدمشق٤، كان يقول "هل سيبويه إلا من رعيتي؟ ولو عاش ابن جني لم يسعه إلا حمل غاشيتي".

خلع عليه نور الدين الشهيد٥ فرأى في طريقه تيسا يخرج الخبايا، فوقف عليه فقال المعلم٦: فقد وقف بحلقتنا رجل عظيم، ملك في زي سوقه، أعلم الناس وأكرمهم، فأرني إياه فشق ذلك التيس الناس حتى وضع يده عليه، فرمى إليه بتلك الخلعة السنية فبلغ نور فعاتبه وقال: أستخفافا فعلت بخلعتنا؟ فقال: عذري واضح، لأن في هذه المدينة أكثر من مئة ألف تيس، وما فيه من عرفني إلا هذا


١ ترجمته في معجم الأدباء ٨/ ١٢٢ وإنباه الرواة ١/ ٣٠٥ ووفيات الأعيان ١/ ١٣٤ وخريدة القصر ١/ ٨٨ وطبقات ابن قاضي شهبة ص٢٥٠ وبغية الوعاة ١/ ٥٠٤ والأعلام ٢/ ٢٠٧ ومعجم المؤلفين ٣/ ٢٣٠.
٢ هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي.
٣ أي إنه ولد سنة ٤٨٨، وذكر السيوطي في البغية أنه ولد سنة ٤٨٩.
٤ الباب الصغير: أحد أبواب دمشق، يقع في جهتها الجنوبية، ويسمى كذلك باب الشاغور، وعلى مقربة منه أكبر مقبرة بدمشق، يطلق عليها الدمشقيون "مقبرة باب صغير".
٥ هو الملك العادل محمود بن زنكي، صاحب الشام ومصر، المعروف بنور الدين الشهيد. توفي سنة ٥٦٩. وقبره بدمشق جنوبي المسجد الأموي الشهير، إلى الغرب قليلا من سوق تسمي اليوم سوق الخياطين، مدرسته النووية. الأعلام ٤/ ١٧٠.
٦ أي معلم التيس.

<<  <   >  >>