للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنت مني بفؤادي ... يا منى نفسي أولى

حتى أتيت على آخر الشعر، فقال: هذا الشعر، لا ما أنشدتني آنفا.

وذكر بعض الأدباء أنه حضر مجلس عبد الله١ بن يحيى وهو يحدث بكتاب القطعان٢ في الحديث من تأليف محمد بن وضاح٣، فحدث بحديث ذكر فيه: "لا يسجي المسلم في عرض أخيه"، وكان هنالك أحمد بن بشر الأغبس٤ وزيد ابن البارد٥ ومحمد بن أرقم٦ فبدر ابن أرقم وقال: هذا لا ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أمر بالتسجية والستر، فخجل الشيخ والتفت إلى ابن الأغبس فقال: ما تقول؟ قال: هو كما قال ثم التفت إلى زيد، فقال زيد، أنا وإن كنت أتقدمهما في السن فهما٧ يتقدماني في العلم. فقال عبد الله: اطلبا للكلمة مخرجا دون أن تغيرا خطها. فقالا: يمكن أن يكون لا يسحي، قال: وما يسحي؟ قال يقشر. قال: سحوت القرطاس٨ وسحت السحابة الأرض.

قال الحاكي: فخرجت من المجلس فرأيت القلفاط في الطريق، فقال: من أين؟ فحكيت له المجلس فقال: لقد ارتقى ابن الأرقم مرتقى صعبا، فما قال ابن بشر؟ قلت: تابعه، قال: فما قال زيد؟ قلت: قال كذا وكذا. قال: نعم حمار الطاحونة، ثم أطرق ساعة ثم قال: ليس كما قالا، والصواب: "لا يشحي المسلم في عرض أخيه".


١ في "ب": "عبيد الله".
٢ في "أ": "القطعاني" تصحيف.
٣ محدث، وفقيه، ولد سنة ١٩٩، وتوفي سنة ٢٨٦. وكتاب القطعان له في الحديث، وله كتب أخرى، بغية الملتمس ص١٢٣ ومعجم المؤلفين ١٢/ ٩٤.
٤ ترجم له المصنف برقم ٣١.
٥ ترجم له المصنف برقم ١٣٤.
٦ ترجم له المصنف برقم ٣٥٣.
٧ في "أ" و"ب": "فهم".
٨ أي أخذت منه قشرة، أو شددته بها.

<<  <   >  >>