٣- بناء على ما تقدم؛ فإنه يغلب على الظن أن عمرو بن حوشب هذا غير عمر بن حوشب الذي ترجموه؛ لاختلاف شيخهما أولًا، ولتصريح عبد الرزاق بأنه رجل صالح ثانيًا. ٤- وسواء كان الصواب هذا أو ذاك؛ فإن الحكم عليه بالجهالة لا يتمشى مع تصريح عبد الرزاق بأنه "رجل صالح"؛ فإن من علم حجة على من لم يعلم، ومن الظاهر أن الذي ترجموه لم يقفوا على تصريحه هذا، وإلا لنقلوه. والله أعلم. ثالثًا: قوله في رواية البخاري المتقدمة: "عطاء بن أبي رباح" يدل على خطأ قولي سابقًا: "هو ابن يسار"، فيرجى الانتباه. رابعًا وأخيرًا: يتكشف لنا مما تقدم أن علة إسناد هذا الحديث هي ذاك الهذلي التابعي؛ لأنه لم يسم. ولذلك أعله البخاري، فقال عقبه: "وهذا مرسل"؛ يعني: منقطع. لكن مثله مما يستشهد به، ويتقوى حديثه بما ذكر قبله. وأما الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله؛ فجزم في تعليقه على "المسند" "١١/ ١٠٣-١٠٤" بأن إسناده حسن؛ متبنيًا قول عبد الرزاق في عمرو بن حوشب. وقال في الهذلي إنه: "تابعي مبهم، جهل حاله، فهو على السترة ... ". كذا قال، وهو توسع غير مرض؛ فإن الستر في الرواية يتطلب شيئًا آخر، وهو الضبط والحفظ، فالصواب أن يستشهد بمثله. والله أعلم.