مر بي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا في جوار أتراب لي، فسلم علينا. وهذا إسناد صحيح إن شاء الله تعالى، ورجاله ثقات، رجال الصحيح، غير مهاجر والد محمد، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" "٥/ ٤٢٧"، فالآخذ بحديثه هذا أولى، ولا سيما وهو مولى أسماء هذه، فهو أعلم بحديثها من شهر. وبذلك يثبت أن أصل الحديث صحيح، وأن ذكر الإشارة فيه منكر من أوهام شهر بن حوشب، فلا يحتج بها، ولا يعارض الحديث الذي نحن في صدد الكلام عليه. "تنبيه": قال الحافظ في "الفتح" بعد أن ساق حديث أسماء، واللفظ الذي فيه الإشارة: "وله شاهد من حديث جابر عند أحمد". ونقله عنه المباركفوري في "تحفة الأحوذي". ويغلب على الظن أن قوله: "جابر سبق قلم من الحافظ، والصواب: "جرير"، فإن الهيثمي لم يورد في "المجمع" "٨/ ٣٨" غير حديثه، ولفظه: "مر النبي -صلى الله عليه وسلم- على نسوة، فسلم عليهن"، وهو في "المسند" "٤/ ٣٥٧ و٣٦٣"، و"عمل اليوم والليلة" لابن السني "رقم ٢٢١"، وأبي يعلى، والطبراني، وقد تكلم عليه الهيثمي بما يدل على اضطراب إسناده، وفي بعض طرقه جابر عن طارق التيمي، قال الهيثمي: "فإن كان جابر هو الجعفي فهو ضعيف". وجزم الحافظ في "التعجيل" بأنه هو، وفيه نظر، فإنه وقع في السند جابر بن عبد الله، والجعفي اسم أبيه يزيد، فافترقا، والله أعلم. ٢- أخرجه أبو داود "٢/ ٢٩٥"، والحاكم "٤/ ٢٦٩"، وأحمد "٤/ ٣٨٨"، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي. قلت: بل هو على شرط البخاري، وابن جريج قد صرح بالتحديث عند =