للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فصليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما قضى صلاته جلس على المنبر فقال: "إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميمًا الداري كان رجلًا نصرانيًّا، فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثًا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال"، الحديث.

وينبغي أن يعلم أن هذه القصة وقعت في آخر حياته -صلى الله عليه وسلم- لأن فاطمة بنت قيس ذكرت أنها بعد انقضاء عدتها سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يحدث بحديث تميم الداري وأنه جاء وأسلم.

وقد ثبت في ترجمة تميم أنه أسلم سنة تسع فدل ذلك على تأخر القصة عن آية الجلباب فالحديث إذن نص على أن الوجه ليس بعورة.

٦ - "صحيح" عن ابن عباس رضي الله عنهما:


٦- أخرجه البخاري "٢/ ٢٧٣"، ومن طريقه ابن حزم "٣/ ٢١٧"، وأبو داود "١/ ١٧٤"، وعنه البيهقي "٣/ ٣٠٧"، والنسائي "١/ ٢٢٧"، وأحمد "١/ ٣٣١"، والزيادة مع الرواية الأخرى له. وكذا ابن الجارود في "المنتقى" "رقم ٢٦٣"، وابن خزيمة في "صحيحه" "٢/ ٣٥٦/ ١٤٥٨"؛ قال ابن حزم بعد أن استدل بآية الضرب بالخمار على أن الوجه ليس بعورة:
"فهذا ابن عباس بحضرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى أيديهن، فصح أن اليد من المرأة والوجه ليسا بعورة، وما عداهما ففرض ستره".
قلت: وفي مبايعته -صلى الله عليه وسلم- النساء في هذه القصة، دليل على أنها وقعت بعد فرض الجلباب؛ لأنه إنما فرض في السنة الثالثة، وآية المبايعة نزلت في السنة السادسة كما يأتي تحقيقه صفحة "٧٤"، ويؤيده ما ذكر في "الفتح" "٢/ ٣٧٧" أن شهود ابن عباس القصة كان بعد فتح مكة، ويشهد له ما سيأتي.

<<  <   >  >>