هالني ذلك، وهال الكثير غيري، وقال بعض الغيورين على دينهم وكتاب ربهم: ما بال الأزهر يسكت عن مثل هذا الفعل الذي يسيء إلى الإسلام ويذهب بقدسية القرآن!!؟.
وكنت أعلم أن الأزهر- ممثلا في مجمع البحوث الإسلامية- لم يسكت عن هذا العمل الذي اجترأت عليه بعض دور النشر فأحيت به بدعة وأيقظت فتنة، فسارع إلى اتخاذ إجراء- هو من صميم مهمته- لمصادرة ما طبع من هذا التفسير، وللحيلولة دون إتمام طبعه ونشره.
وقال قائل: ولكن بعض أجزاء الكتاب وصلت إلى أيدي القراء وبعضهم- لاشك- مضلل مخدوع، وبعضهم سوف لا يعرف سر توقف ناشره عن نشره، وقد يظنه لأمر مالي، أو لندرة الورق، أو لشيء من هذا القبيل، وحق هؤلاء وأولئك أن يبصروا بحقيقة الأمر، ويعلموا أن الكتاب ضلال يجب أن تقي الناس شره، وتجنبهم ضره.
ورأى بعض الزملاء الأفاضل أن أتجرد لهذه المهمة وأحمل عبئها، دفاعا عن كتاب الله وحماية له من عبث العابثين، وإلا فعلى من وزر هذه الشنيعة النكراء كعبء لا طاقة لي به.
ورأيتني- إن سكت عن هذا الباطل- شيطانا أخرس، فاستخرت الله تعالى في كتابة كتيب يكشف للناس حقيقة ابن عربي، وحقيقة هذا التفسير المنسوب إليه، وسألته- سبحانه- التوفيق والسداد، وأن يجعله عملا خالصا لوجهه، والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.