الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:
فقد هالني ما كان من بعض دور النشر في مصر وبيروت من الأخذ في طبع كتاب التفسير المنسوب لابن عربي، وإصدار بعض أجزائه وطرحها في الأسواق ليشتريها القراء على اختلاف ثقافاتهم وتفاوت ما بينهم من صلة بعلوم الدين.
وقد قدر لهذا التفسير أن يطبع من زمن بعيد ومضى على طبعته الأخيرة نحو مائة سنة، ونفذت نسخه من الأسواق، ولم يبق منها إلا ما ندر في بعض المكتبات العامة أو الخاصة، وأصبح الكتاب- والحمد لله- في عداد المنسيات أو كاد، وما عرفت المطابع ودور النشر عن إخراج هذا التفسير طوال هذه المدة إلا لما فيه من زيع وفساد، ولعل بقية من دين كان لها أثر في ذلك.
ولكن بعض دور النشر في هذه الأيام أصبحت لا تهتم إلا بما تحصل عليه من أرباح مالية، فتنشر من الكتب ما يحقق لها الربح ولو كانت كلها شرا وفسادا، وما دام الربح يجرى لتفيض به جيوبهم، فلا عليهم بعد ذلك أن يسري الزيغ والضلال إلى قلوب العامة لتفيض بالشك والحيرة في دينها حتى تضل وتشقى!!.