للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

متناقضات جديدة؛ فقد استكشف ذات مرة أن هناك عبارتين متناقضتين عند اليوت (سطحياً) ؛ وأبى أن يحكم بالصواب لأحدهما لأنه أبى قراءتها على أي صعيد إلا الصعيد الحرفي. وهو أيضاً يتبجح بجهالته، فقد أقتبس مقطوعة للشاعر ادوين آرلنجتون روبنصون عنوانها " عابر سبيل " En Passant وقال " إنه لا يستطيع أن يحل معمياتها " وذهب يتشدق مرة أخرى أسفاً، إذ فاته سر عنوان قصيدة ستيفنز " الكوميدي في صورة الحرف ك " قائلاً: " يؤسفني أن أقول إنه استعصى على كل من علمي وذكائي ". ولكن هذا العنوان نفسه لم يستعص على علم بلاكمور وذكائه فقد نشر تفسيراً باهراً مقنعاً لعنوان تلك القصيدة في مجلة " الكلب والنفير " (١) Hound and Horn سنة ١٩٣٢، ونشره مرة أخرى في الصفحة من The Double Agent سنة ١٩٣٥، وقد كان المرجو من ونترز، حيث يأبى أن يفكر، أن يتنازل؟ على الأقل فيقتبس أفكار الآخرين وخاصة حين تكونتلك الأفكار في متناول يده خلال عشر سنوات (٢) .

وكان من ثمرات هذا الجهل والتصلب الفكري العارضين، عدد من الآراء ليست فوق الغاية في التعسف أو الشذوذ بقدر ما هي مضحكة،


(١) سميت هذه المجلة بهذا الاسم من قولة لعزرا بوند في " الوعل الأعصم " جاء فيها " إننا لنسعى إلى الشهرة العصماء " وندعو كلاب العالم لتجتمع على صوت النفير، وقد كان ونترز رئيساً لتحريرها في الغرب. كما أن بلا كسور كان ذات يوم رئيساً لتحريرها، ومن ثم لا يعذر ونترز في استمراره على جهله بمعنى ذلك العنوان، لهذه الصلة الوثيقة الطويلة بينه وبين المجلة وما ينتشر فيها.
(٢) استفتح ت. فايس T. Weiss في تحليله الفذ لنواحي العجز في نقد ونترز في مقال له بعنوان " هراء ونترز " نشرخ في Quart. Review of Lit ربيع ١٩٤٤ وصيف ١٩٤٤ - استنتج استنتاجاً أكثر تطرفاً مما وصلت إليه وهو أن مشكلة ونترز تنبع من ثلاثة أنواع من العجز: " عجزه عن القراءة، وعجزه عن الكتابة وعجزه عن فهم الشعر " وأنا مدين لدراسة فايس هذه ببعض الخواطر والالتماعات، وأنا موافق عموماً على كل ما جاء في مقالته ولست متأكداً من أن فايس مخطئ في هذا الاستنتاج أيضاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>