للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويبدو لأنه يقرأ كل قصاصة مطبوعة يذكر فيها اسمه ويجيب على المراجعة بمراجعة مضادة، وعلى المقالة بمقالة مثلها، وعلى الفصل من كتاب بفصل مماثل. وهو لا ينسى هجوماً أبداً مع أنه قد ينتظر سنوات حتى يرد، غير أنه أحياناً ينسى تفصيلات ما يكتبه أصلا. ومن المفيد أن نستعيد هنا الخصومة بينه وبين ثيودور سبنسر: راجع ونترز في مجلة " الكلب والنفير " أبريل (نيسان) ١٩٣٣ شعر ستيرج مور وزعم أن مور شاعر أعظم من بيتس. وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه اقتبس سبنسر ملحوظة ونترز هذه وحطمها بأن طبع الرباعية الأولى من قصيدة لمور عنوانها " أبوليوس يتأمل " (١) Apuleius Meditates وكان ونترز قد رفعها إلى السماء تمجيداً؛ ونشر إلى جانبها أربعة أبيات من قصيدة لييتس عنوانها " ليدا والإوزة " (٢) Leda and the Swan. بعدئذٍ تسلم ونترز دفة الجدل فاتهم سبنسر في " تشريح الهراء " ١٩٤٣ بأنه أساء الاقتباس منه وأنه حرف أقواله الأولى تحريفاً كاملاً (أي قارئ يشك في هذا عليه أن يختبر حقيقة ما قاله ونترز في ييتس ومور ويعرضها على ما قاله من ملاحظ بعد عشر سنوات) . وإذا لم تنجع هذه الأساليب تنزل ونترز إلى مجرد التحقير فقد أجاب على مراجعة كتبها وليم تروي


(١) عاش أبوليوس في القرن الثاني بعد الميلاد، وتثقف في الإسكندرية واستوطن قرطاجة وتنقل في المدن الأفريقية يعلم الفلسفة والف رسالة في فلسفة أفلاطون، ولكنه شهر بقصة " الحمار الذهبي " في أحد عشر كتاباً. وتدور القصة حول إنسان (هو المؤلف نفسه) تحول إلى حمار ومر بمراحل كثيرة من حياة اللصوص ثم عطفت عليه ايزيس فردته إلى حاله الأول ويبدو أن القصة رمز لانحدار الروح الإنسانية إلى عالم حيواني ثم استنقاذها بعد عقبات جمة.
(٢) ليدا زوجة تندارس ملك سبارطة، رآها جوبتر - وهي حامل - فاستهام بها، وقرر أن يخدعها فاقنع فينوس أن تتخذ شكل صقر وأن يتحول هو في صورة إوزة، وتنطلق الإوزة خوفاً من الطير الجارح وتختبئ في أحضان ليدا، وحين تبسط كنفها على الإوزة الفزعة، يتمكن منها جوبتر، وبعد تسعة أشهر وضعت ليدا بيضتين نفقت الأولى عن طفلين ادعيا النسبة إلى جوبتر، ونفقت الثانية عن اثنين آخرين انتسبا إلى تندارس.

<<  <  ج: ص:  >  >>