للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وليس ليونج؟ خارج زوريخ حيث وقع جويس بعض الشيء تحت تأثيره؟ إلا أتباع قليلون في الاتجاه الأدبي ومنهم بينهم يوجين جولاس، وجماعة " فترة الانتقال " بباريس؟ لفترة قصيرة من الزمن؟ وجماعة من الشعراء والنقاد الاشتراكيين الذين يلتفون حول جيمس اوبنهايم في هذا البلد (١) . أما شتكل ورانك وغيرهم من المنشقين على فرويد فقد كان أثرهم ضئيلاً خارج الحقول التي يعملون فيها.

إن الطبيعة الجماعية التقريرية لسيكولوجية يونج هي أعظم شيء فائدة للنقد الأدبي ولكنها أيضاً تتضمن أعظم الأخطار عليه أعني ما فيها من ميل لإعلاء شأن اللاعقلانية والتصوف و " ذاكرة الجنس " أي تلك الأشياء التي جعلت يونج جذاباً لدى المفكرين النازيين والفاشيين. وقد تجنبت الآنسة بودكين هذه الهوة في أفكار يونج، ولكنها ف مرة واحدة في كتابها؟ على الأقل؟ تدعو إلى المضي في المحاولة لفهم النماذج السيكولوجية الكامنة " بطريق الشعور لا بطريق الفكر " وفي هذا ما قد يلمح؟ ولو في شيء من الغموض؟ إلى إعلاء شأن اللاعقلانية التي حببت يونج إلى الفريق المؤمن بتميز الثرى الدم. أما في أكثر من اعتمادها على الجوانب المتافيزيقية الصوفية عنده. ومن الأمور ذات المغزى أن تصدر كتابها بعبارة من


(١) حاول و. ب. وتكت W. P. Witcutt في كتابه " بليك - دراسة نفسية " الذي نشر بإنجلترة ١٩٤٦ أن يستعمل سيكولوجية يونج " ليشق طريقاً خلال الأجمة البليكية " في كتبه التنبؤية. ويبدو كتابه لي محمقاص لا فكرة له، وهو لذلك نقيض طريف لكتاب الآنسة بودكين، ويستعمل وتكت أكثر مبادئ يونج صوفية وغيبية ويطبقها على الفوضى المشتجرة عند بليك، ونتيجة ذلك خلية فوضى ازدادت بلبلة، (أو كما يقول المثل " حمأة مدت بماء ") أما جيمس أوبنهايم (١٨٨٢ - ١٩٣٢) فقد كان حتى الحرب العظمى الأولى داعية مسالمة Pacifist، ثم حطمت هذه الحرب معنوياته، وقضت على صحيفته " الفنون السبعة " فتتحول إلى التحليل النفسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>