ها هنا إذن مصدر آخر للإبهام عند الشاعر وهو انه حين يهدف إلى التركيز يغفل الحاجة إلى العناية بكيفية وضع الكلمات الغامضة من حيث العلاقات النحوية. فاللغة الإنجليزية تكتظ بكلمات لا يتغير شكلها عن كانت اسماً أو صفة أو فعلا، ومثل هذه الكلمة يجب إلا توضع أبدا وضعاً يؤدي إلى الشك في أي نوع هي من الكلام، لأن مثل هذا الغموض أو هذا الشك الموقت يحطم قوة الجملة. أما شاعرنا هذا فإنه لا يغفل فحسب أمر هذه الصحة الضرورية بل يبدو انه يرحب بها ويبحث عن التأثير الفني في الفوضى الناجمة عن ذلك، وأحيانا يرتب الألفاظ ترتيباً يجعل القارئ، وهو يبحث عن الفعل، يجد أن لديه اثنتين أو ثلاثاً من الكلمات الغامضة ذات المقطع الواحد وان عليه أن يختار إحداها فيقع في شك حول أيها هي الأصح لتعطيه المعنى الذي يفضله، ثم بعد أن يقع اختياره على إحداها يظل لديه كلمات ذات مقطع واحد لا يديري في أي مكان من الجملة يضعها. وشاعرنا أيضا لا يحس بالإيحاءات المتنافرة التي تسببها الكلمات العديدة ذات الأصوات المتشابهة فيثير أنواعا أخرى من الغموض والإبهام وذلك بضغطه على معاني هذه الكلمات التعسة.