للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا البلد سنة ١٩٣٨ بعنوان " الشعر الإنجليزي الرعوي ") فقد ظهر بإنجلترة عام ١٩٣٥، ولما كنا سنتحدث عنه بشيء من الإسهاب فيما يلي، فأنا لا نحتاج هنا إلا أن نلحظ أنه استمرار لجميع مظاهر " النماذج السبعة " وأنه مضى طلقاً بعده في القراءة الدقيقة لنواحي الغموض وزاد عدداً من التحسينات والتوثيقات. وقد تركز هذا الكتاب الثاني على " النوع " أي على نوع من الشعر سماه إمبسون " الرعوي "، واستخلصه من مظاهره الاسلوبية، وجعله شكلا وحوله إلى منحى شعري موجود في أنواع من الأدب شديدة التباين فيما بينها وحسبك بهذا موقفاً ساخراً معقداً. وبذلك حطم إمبسون الضدين النقديين الباليين، وهما " الشكل " و " المضمون " حتى في شكلهما المصطنع التقليدي من أجل غايات تحليلية، وانتحى في مكانهما نحواً نقدياً ينكر أن الاثنين كيانان منفصلان، وعالج ما اعتاد الناس تسميته " شكلا " على انه محتوىي، والعكس بالعكس. وقد كان منهاجه جشطالتياً، دون أن يقرر ذلك، في نظرته إلى كل القصيدة، أما المصطلح " رعوي " فقد استعمله مبدأ عضوياً دينامياً، ومد في مفهوم " الغموض " ووسعه حتى أصبح آلية نقدية يعالج بها الأثر الفني كله، لا مواطن الالتواء فيه.

ومنذ أن كتب إمبسون " بعض صور من الأدب الرعوي " انشغل بما لا أحده، فلم يظهر له أو عنه شيء من عندئذ، على الأقل في أميركة (١) .


(١) حوالي عام ١٩٣٦ نشر إمبسون وجورج غاريت كراسة تباع بشلن عنوانها " جولة حول شيكسبير " Shakespeare Survey ولم أستطع أن أرى نسخة منها إلا بعد أن طبع هذا الفصل على الآلة الكاتبة، وكل ما أستطيع إثباته هنا هو أن الكراسة تحوي مقالين لامعين لإمبسون وهما " خير سياسة " دراسة لعطيل من خلال نواحي الغموض المبثوثة هنا وهناك في كلمة " شريف " والثاني " كلب تيمون " وهو كشف عن الصور المتصلة بالكلب في رواية " تيمون الأثيني " وهو نقد للتبسيطات المغرقة التي اعتمدتها الآنسة سبيرجن. ومعهما فذلكة متحذلقة - وربما تعيسة - لغاريت، عنوانها " بروسبيرو ذلك المقامر النصاب " تبين أن بروسبيرو هو وغد رواية " العاصفة ".

<<  <  ج: ص:  >  >>