اسخيلوس ويوربيدس، ولم يكن وردزورث يستطيع أن يقرأ شعر كيتس، وكان كورني يفضل بورسو على راسين، وكان امرسون يحب هورثون ولكنه يأسف على افتقاره إلى الموهبة، وكان وتمان يكره ملفل. وفي محيط مستشاري دور النشر، رفض جيد قصة بروست المعروفة، ورفض مردث قصة " طريق الجميع " The Way of All Flesh لبتلر، وكان رأي ملتن في شيكسبير غير حميد، وكذلك كان رأي جونسون في ملتن. وكان وردزورث يكاد لا يفهم صديقه كولردج، وكان جورج مور يكره هاردي وكان سنت بيف يغض من شأن بيل وبودلير وبلزاك وفلوبير، وهكذا إلى ما لانهاية.
إن أسوأ ما في نظرية " هزة التعرف "، هو أن الأدباء الذين أساء إليهم معاصروهم، كوتمان، لا يميلون إلى أن يكونوا خيرا من ذلك في حكمهم على غيرهم من الأدباء. وإن عددا من الكتاب، ومنهم وردزورث وهردي وجيمس وملفل نفسه (على الرغم من استشهاد ولسن بقولته تلك) آلمهم عدم التعرف إلى مواهبهم حتى إن بعضهم لزم الصمت فترة من الزمن، أو ظل كذلك طوال حياته المنتجة، أو طلق فنا أدبيا كان هو الفن الذي خلق له. ومن الممتع أن نلاحظ، حين نطبق هذه النظرية على ولسن نفسه أنه عجز عن تذوق عدد كبير من مشاهير الأدباء في عصره (ومنهم بعض من ذكرنا آنفا) ، كما عجز عن تذوق عمله الأدبي نفسه (١) . ومن الواضح أن مثل هذه النظرية لا تمت إلى حقيقة
(١) علي هنا أن أشير إلى أن كتب ولسن النقدية ما تزال تتمتع بشهرة مبالغ فيها وغير طبيعية. فقد أثنى عليه واعترف به في هذه البلاد (أميركة) كتاب أعظم منه بكثير: ومنهم ف. و. ماثيسون، ر. ب. بلاكمور. أما في بريطانية فإنه يعتبر الناقد الأميركي الأول. ويبدو أن " قلعة اكسل " يعتبر المثل الأعلى للنقد النفسي والاجتماعي. وقد مدحه واعترف بنتاجه جيل كامل من الشعراء من سبندر وماكنيس وداي لويس إلى فرنسيس سكارف وفيليب توينبي. وكذلك بعض النقاد من أمثال ف. ر. ليفز (بل أن اليوت نوه به) . ومن الواضح أن هذا يرجع إلى أن جميع كتبه النقدية قد طبعت في إنجلترة، مما جعله الناقد الأميركي الوحيد الذي حاز هذا الشرف. ولكن هذه الظاهرة نفسها تحتاج تفسيرا. ومهما تكن الأسباب فإننا نأمل أن يتغير هذا الوضع الذي جعل من ولسن الناقد الأميركي الحي الوحيد الذي يعرف الكتاب الأنجليز آثاره، بينما لا يعرفون آثار كنث بيرك وبلاكمور في الأكثر.