للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذه المساحة الكبيرة من كتابه " هزة التعرف " لبعض الأعمال التافهة؟ مثل " خرافة من أجل النقاد " A Fable for Critics لجيمس رسل لوول، و " ملاهي نادي الصدى " Diversions of the Echi Club. لبيارد تيلور، و " خرافة نقدية " لايثي لوول (٢٤٦ صفحة أو نحو ربع الكتاب) ؟ إذا علموا أن الهجاء أو الكاتب الساخر قد يستشعر شيئا من الولاء لزملائه من مزاولي فن الهجاء والسخرية.

وأخيرا، لا يكون البحث عن ولسن وافيا إذا لم يتعرض لحالته النفسية الحزينة في الوقت الحاضر. لقد غدت لهجة ولسن رثائية حين يتحدث عن الشعر، منذ أن كتب " قلعة اكسل ". وكذلك عندما يتحدث عن الماركسية، على الأقل منذ كتب تلك المقالة القصيرة الحزينة التي دعاها " الماركسية والأدب "، والتي نشرها في كتاب " الفنانون أو المفكرون كثيرا ". وقد اتخذت كتاباته كلها هذه اللهجة منذ عهد قريب. وقد أخذ يكتب ذكريات طفولته وشبابه (وفيها بعض مشاهد " مقاطعة هيكت ") ، بلهجة مفعمة بالحنين إلى أمجاد بائدة. ومقالته التي كتبها في ذكرى ت. ك. وبل، وهو أحد زملائه في برنستون، وقد مات سنة ١٩٣٩، مليئة بمثل هذه العبارة: " لقد رأينا عددا من الأصدقاء الموهوبين يعجزون عن تحقيق بعض ما كنا نعقده عليهم من آمال ". أما مقالته التي نشرها في " حولية مكتبة جامعة برنستون "، فأكثرها رثاء لأصدقائه في برنستون الذين ماتوا أو أخفقوا في حياتهم (١) ، ولزملائه من الأدباء الذين ماتوا


(١) مات سكوت فتزجرالد وجيمس جويس في شهرين متتاليين، الأول في ديسمبر ١٩٤٠ والثاني في يناير ١٩٤١، وكان ولسن في ذلك الحين المحرر الأدبي لمجلة " الجمهورية الجديدة " New Republic. ومن الطريف أن نلاحظ أن فتزجرالد الذي كان زميلا لولسن في برنستون، والذي دعاه في رسائله " ضميري الفكري " حظي بعد وفاته بسلسلة من المقالات الرثائية، نشرت في أكثر من عددين من المجلة. بينما لم يحظ جويس بأكثر من افتتاحية لا تزيد على ثلاث فقرات. (جعل ولسن رسائله إلى فتزجرالد جزءا من كتاب The Creak - up) .

<<  <  ج: ص:  >  >>