من مملكة بني الأفطس وعلى ولبة وعلى جزيرة شلطيش وشنتمرية الغرب. ثم فتح مدينة شلب وولى عليها ابنه المعتمد، وبذلك أصبحت الدولة تمتد من شرقي الوادي الكبير حتى المحيط الأطلسي غربا والجزيرة الخضراء جنوبا. إلا أن المعتضد كان كغيره من ملوك الطوائف يدفع الجزية لفرناند. ولما جاء المعتمد سار على سياسة أبيه في التوسع فاستولى على مرسية وتحرش بمملكة غرناطة، وفاوض الفونس ليحالفه كي يحتلا غرناطة معا؛ وكان ابن عمار رسوله إليه. وظل المعتمد يدفع الجزية لألفونس حتى اضطر إلى الاستعانة بالمرابطين بعد سقوط طليطلة.
٢ - بنو هود الجذاميون: أصحاب سرقسطة أو الثغر الاعلى، تولوا عليها بعد ان زالت دولة التجيبيين التي لجأ إليها الشاعر ابن دراج؛ واول بني هود سليمان الذي كان في حرب مع المأمون بن ذي النون، ولجأ كل منهما إلى ملك من ملوك الاسبان يستعين به في هذا الخلاف. وقبل موت سليمان قسم مملكته بين اولاده الخمسة منها خمس ممالك متنابذة. وأبرز الاخوة أحمد الملقب بالمقتدر، وقد تغلب على ثلاثة من اخوته وقامت بينه وبين الرابع حسام الدولة منازعات طويلة وفي عهده غزا النورمانيون مدينة بربشتر (٤٥٦) فتقاعس عن انجادها لأنها من املاك أخيه ثم فاد إلى ضميره واعان على استردادها. وكان المقتدر يدفع الجزية لملوك قشتالة، واستعان بالسيد القنبيطور ومن معه من جنود مرتزقة، وكذلك استولى على دانية (٤٦٨) . وتججد الفتنة بين خلفائه فعاد كل من المؤتمن، واخيه المنذر يستعين بالأجانب، وكان المؤتمن يعتمد على جهود السيد القنبيطور، وكان هذا البطل الأجنبي هو العقل المدبر واليد الفعالة لدى المؤتمن، وبجهوده تم الاستيلاء على بلنسية. وقد اتخذه المؤتمن أداة يصد بها زحف المرابطين حتى وجد ان شانجة (شانسو) الاراجوني