للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهو صاحب قصيدة سماها " حديقة الحقيقة " ويبدو انه عرض فيها لفلسفته الزهدية، وقد اورد ابن الابار منها هذه الأبيات الثلاثة وفيها المطلع (١) :

ذهب الناس فانفرادي لأنيسي ... وكتابي محدثي وجليسي

صاحب قد أمنت منه ملالا ... واختلالا وكل خلق بئيس

ليس في بحي ولكن ... يلتقي الحي منه بالمرموس وصنف آخر من شعر الزهد يصدر عن علماء أتقياء عاملين يعلمهم مثل ابن الريوالي الفقيه المحدث، وله في مذهبه شبه بابن حزم فقد كان لا يرى التقليد وانما يختار ما يراه الاصلح، ويقول بالعلة المنصوص عليها ولا يقول بالمستنبطة، ومضى ليه دهر وهو يقول بدليل الخطاب ثم نبذه وطرحه (٢) وقد قال فيه الحميدي انه فقيه مشهور عالم زاهد وله أشعار كثيرة في الزهد وغيره (٣) ونموذج شعره قوله:

يا معجبا بعلائه وغنائه ... ومطولا في الدهر حبل رجائه

كم ضاحك أكنافه منشورة ... ومؤمل والموت من تلقائه وقوله (٤) :

ايام عمرك تذهب ... وجميع سعيك يكتب

ثم الشهيد عليك منك ... فأين أين المهرب


(١) التكملة: ٣٩٩
(٢) الصلة: ٤٤٨
(٣) الجذوة: ٣٦٦
(٤) الصلة: ٤٤٧

<<  <   >  >>