للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رائقة وضروبا من الحكمة تناقلها الناس وحفظوها عنه واتخذ لنفسه رابطة في رقعة من جنة له على بحيرة شقبان عرفت برابطة الطيطل؟ إلى الآن - ولزم العبادة بها إلى أن توفي " (١) وفيه يقول ابن بسام: " ممن نظم الدر المفصل لا سيما في الزهد فان أهل أوانه، كانوا يشبهونه بأبي العتاهية في زمانه " (٢) وأورد له ابن عبد الملك وابن بسام قصيدة في وصف النملة يتأمل في دقة خلفتها بما يشهد على قدرة الله الذي هيأ لها رزقها، ومن قصائده الزهدية قوله (٣) :

يا غافلا شأنه الرقاد ... كأنما غيرك المراد

والموت يرعاك كل حين ... فكيف لم يجفك المهاد

ما حال سفر بغير زاد ... والأرض قفر ولا مزاد

ضمر جوادا ليوم سبق ... لمثله يرفع الجواد

أين فلان وكم فلان ... قد غيبوا في الثرى فبادوا

لا تبغ دنيا فان عنها ... المؤمن المتقي يذاد

فأين بها بالتقى بروجا ... تأمن إذا روع العباد

واعتبر الأرض كيف مدت ... فهي لهذا الورى مهاد

ثم السماء التي أظلت ... قد رفعت مالها عماد

كما بناها يبني سواها ... كما بدأنا كذا نعاد


(١) الذيل والتكملة: ٤٥.
(٢) الذخيرة - القسم الثاني (المخطوط) : ٣٠٥
(٣) الذخيرة - القسم الثاني (المخطوط) : ٣٠٦.

<<  <   >  >>