للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

انتزاعا من هذا العالم الأرضي ويفارقه وروحه معلقة به (١) :

فيا إخوتي مهما شهدتم جنازتي ... فقوموا لربي واسألوه نجاتي

وجدوا ابتهالا في الدعاء وأخلصوا ... لعل إلاهي يقبل الدعوات

وقولوا جميلا إن علمتم خلافه ... وأغضوا على ما كان من هفواتي

ولا تصفوني بالذي أنا أهله ... فأشقى، وحلوني بخير صفات

ولا نتنا سوني ذكرتكم ... وواصلتكم بالبر طول حياتي

بالرغم فارقت الأحبة منكم ... ولما تفارقني بكم زفراتي والحق أن الالبيري كان فنانا في مجاله، فكان يخرج على العرف الشعري المألوف في القافية ويصنع قصائده على نحو من " التسبيحة "، فيبني القصيدة جميعها على قافية واحدة لا يغيرها، فقصيدة بناها على لفظ الجلالة (٢) :

يا أيها المغتر بالله ... فر من الله إلى الله

ولذ به واسأله من فضله ... فقد نجا من لاذ بالله

وقم له والليل في جنحه ... فحبذا من قام لله

واتل من الوحي ولو آية ... تكسى بها نورا من الله وهكذا حتى يبلغ بقصيدته ثلاثة وخمسين بيتا، وقصيدة أخرى في ثمانية وثلاثين بيتا بناها على لفظة " النار " (٣) :


(١) ديوان الالبيري: ٩٩.
(٢) ديوان الالبيري: ١١٤.
(٣) المصدر نفسه: ١٤٤.

<<  <   >  >>