على أنه أحيانا يبلغ حد السذاجة في الاعتراف النفسي حين يقول:
ولقد أصبت من المطاعم حاجتي ... ومن الملابس فوق ما هو ساتري
وانا لعمرك مكرم في جيرتي ... ومعظم ومبجل بعشائري إلا أن روح الاعتراف هي التي تتحكم في كثير من شعره وتجعله محبوبا حين تجعله سليما من التكلف، وان بلغت منه السذاجة مبلغا كبيرا.
٤ - الهجاء والنقد الاجتماعي:
كان مجال الهجاء واسعا في هذا العصر، ولكن ابن بسام وهو المؤرخ الأدبي للحقبة التي ندرسها تذمم من ادراج أشعار الهجاء في كتابه، ولذلك فان صورة الهجاء لا تعد مستوفاة أو واضحة. ولكنا نذكر أهاجي ولادة في ابن زيدون، وأهاجي مهجة القرطبية في صديقتها ولادة، وكلها من النوع الذي ينحو منحى الإفحاش المقذع.
واذا صح القياس على ما تم في الحقبة التالية؟ أي عصر الموحدين -.
قلنا إن الهجاء ربما أخذ يقل؟ نسبيا - في الشعر التقليدي، ويحتل مكانه هامة في الزجل لأنه ينظم للعامة ويكون أوقع في النفوس وأبعد أثرا.
وكان في عصر الطوائف شاعران شهرا بالهجاء هما ابن سارة الشنتريني والسميسر. فأما ابن سارة، فان ابن بسام يذكر أنه " أولع بالقصار فأرسلها أمثالا ورشق بها نبالا لا سيما قوارع كدرها على مردة عصره، وسم بها أنوف أحسابهم، وتركها مثلا في أعقابهم ". وقال أيضا: " ورأيت له عدة مقطوعات في الهجاء تربي على حصى الدهناء، وهو فيه