للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

صائب السهم نافذ الحكم " (١) . وقد أورد ابن بسام أمثلة من هجائه في كتابه الذي سماه " ذخيرة الذخيرة "، وهو كتاب لم يصلنا، ويفهم من كلام الفتح بن خاقان (٢) أن ابن سارة أقلع عن الهجاء بعد فترة من الزمن. ويتصل هجاء ابن سارة بالحاجة المادية، فقد كان محارفا كثير التنقل في طلب الرزق، وكان محترفا لتعليم العربية، ولما سكن أشبيلية تعيش فيها بالوراقة (٣) . وأكثر ما أوردته المصادر من شعره يقع في موضوعات الوصف والمدح والغزل بالغلمان والشكوى من حال الدنيا.

ويشبه السميسر صاحبه ابن سارة في انه انتحى المقطوعة واتخذها أداة للهجاء، وكان كثير الهجاء وله كتاب سماه " شفاء الأمراض في اخذ الأعراض " (٤) ؛ وله أهاج فردية منها قوله في ابي عبد الله بن الحداد (٥) :

قالوا ابن حداد فتى شاعر ... قلت وما شعر ابن حداد

أشعاره مثل فراخ الزنى ... فتش تجد أخبث أولاد وقد رد عليه ابن الحداد بهجاء مقذع.

ونمي إلى المعتصم أن السميسر هجاه، فاحتال في طلبه حتى حصل في قبضته، فاستنشده ما هجاه به، فحلف أنه ما هجاه وإنما قال:


(١) الذخيرة - القسم الثاني (المخطوط) : ٣٢٣.
(٢) القلائد: ٢٦٠.
(٣) التكملة: ٨١٦.
(٤) النفح ٥: ٢٤٦.
(٥) الذخيرة ١⁄٢: ٣٨٢.

<<  <   >  >>