للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رجوناكم فما انصفتمونا ... وأملناكم فخذلتمونا

سنصبر والزمان له انقلاب ... وأنتم بالأشارة تفهمونا ومن ذلك أيضا قوله (١) :

خنتم فهنتم وكم أهنتم ... زمان كنتم بلا عيون

فأنتم تحت كل تحت ... وانتم دون كل دون

سكنتم يا رياح عاد ... وكل ريح إلى سكون ويجري على هذا النسق من التشفي في قوله (٢) :

وليتم فما أحسنتم مذ وليتم ... ولا صنتم عمن يصونكم عرضا

وكنتم سماء لا ينال منالها ... فصرتم لدى من لا يسائلكم أرضا

سترجع الأيام ما أقرضتكم ... ألا إنها تسترجع الدين والقرضا وقد كان السميسر في إرسال هذا الضرب من الشعر متأثرا بنقمة فلسفية عامة وشيء من الحقد الذاتي. ولكنه فيه أقرب إلى الروح الناقدة منه إلى الهجاء. ويؤكد هذا الذي أقول أن السيميسر كان يعلن أحيانا عن ثورته في وجه أمراء زمانه بمثل قوله (٣) :

ناد الملوك وقل لهم ... ماذا الذي أحدثتم

أسلمتم الإسلام في ... أسر العدا وقعد تم

وجب القيام عليكم ... إذ بالنصارى قمتم


(١) النفح ٥: ٢٤٦
(٢) النفح ٥: ٢٤٧
(٣) الذخيرة ١⁄٢: ٣٧٤.

<<  <   >  >>