للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قل للأيام سنا الأئمة مالك ... نور العيون ونزهة الأسماع

لله درك من همام ماجد ... قد كنت راعينا فنعم الراعي

فمضيت محمود النقيبة طاهرا ... وتركتنا فنصا لشر سباع

أكلوا بك الدنيا وأنت بمعزل ... طاوي الخشا متكفت الأضلاع

تشكوك دنيا لم تزل بك برة ... ماذا رفعت بها من الأوضاع والحق أن الأبيض واليكي هما شاعرا الهجاء في عهد المرابطين، وقد مدح اليكي المرابطين أولا ثم هجاهم بمثل قوله (١) :

ان المرابط باخل بنواله ... لكنه بعياله يتركم

الوجه منه مخلق لقبيح ما ... يأتيه فهو من آجله يتلثم وقال يهجوهم أيضا (٢) :

في كل من ربط اللثام دناءة ... ولو انه يعلو على كيوان

لا تطلبن مرابطا ذا عفة ... واطلب شعاع النار في الغدران وقد أفرط اليكي في هجاء أهل فاس، فتعسفوا عليه وقدموا من شهد عليه بدين، فسبق إلى السجن سوقا عنيفا وحبس مدة من الزمن، إلا أنه لم يكف عن الهجاء حتى قال فيه صاحب المسهب: " هو ابن رومي عصرنا وحطيئة دهرنا لا تجيد قريحته إلا في الهجاء، ولا تنشط به في غير ذلك من الانحاء " (٣) . وأكثر أهاجيه بذي فاحش.


(١) النفح ٤: ١٩٣.
(٢) المغرب ٢: ٢٦٧.
(٣) المغرب ٢: ٢٦٦.

<<  <   >  >>