للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

- فيما يبدو - كانوا معتدلين أو بالأحرى لم يكن لهم مذهب كامل واضح المعالم ولا فقه خاص يميزهم (١) ؛ كذلك كان حكمهم قصيرا ولهم ينتشر نفوذهم إلا في رقعة محدودة، وكان كل ما يظهر لهم من اثر في الشعر الأندلسي أن مدحهم بعض الشعراء كابن دراج وابن شهيد بانتسابهم إلى الرسول. وقد ظهرت إمارات من ميول شيعية لدى عبادة ابن ماء السماء الذي كان يمدح بني حمود بمثل قوله (٢) :

فها أنا ذا يا ابن النبوة نافث ... من القول اريا غير ما ينفث الصل

وعندي صريح من ولائك معرق ... تشيعه محض وبيعه بتل

ووالى ابي (قيس) أباك على العلا ... فخيم في قلب (ابن هند) له غل وكان شاعر الحموديين المقدم لديهم هو ابن مقانا الاشبوني، وهو صاحب القصيدة المشهورة " البرق لائح من اندرين " (٣) وفيها يمدح إدريس بن يحيى الحمودي، ومن ابياتها:

وكأن الشمس لما أشرقت ... فانتثت عنها عيون الناظرين

وجه إدريس بن يحيى بن علي ... ابن حمود أمير المؤمنين

خط بالمسك على أبوابه ... ادخلوا بسلام آمنين

وينادي الجود في آفاقه ... يمموا قصر أمير المسلمين

ملك ذو هيبة لكنه ... خاشع لله رب العالمين


(١) انظر مقالة الدكتور محمود مكي عن التشيع في الأندلس في صحيفة المعهد المصري: ١٣٣ (١٩٥٤) .
(٢) الذخيرة ١⁄٢: ٩.
(٣) الذخيرة - القسم الثاني (المخطوط) ٣٠٣.

<<  <   >  >>