للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وولى مكانه أبا بكر بن إبراهيم اللمتوني وهو ممدوح ابن خفاجة، ووزر له ابن باجة الفيلسوف؛ ولما اجتاز علي بن يوسف ولى على غرناطة اخاه تميما ثم عزله عنها سنة ٥٠٤ ونقله إلى تلمسان وتولى مزدلى (٥٠٥) غرناطة وقرطبة والمرية، حتى توفي (٥٠٨) فعين علي ولديه عبد الله ومحمدا على عمالتي غرناطة وقرطبة. وقد قتل محمد وهو يحارب القشتاليين في السنة التالية وقتل معه محمد بن الحاج صاحب سرقسطة وابن اسحاق ابن دانية وثمانون شخصية أخرى من المرابطين علاوة على كثير من المرتزقة والجنود الأندلسيين.

وكان تميم واليا عاما على الأندلس ثم خلفه عليها تاشفين بن علي. وقد صدق المرابطين الدفاع عن الأندلس، وقاموا بتعزيز الناحية الدفاعية مثلما تابعوا سياسة الهجوم. ولعل حادثة الرنيسول (٥١٩ ١١٢٥) هي التي أطلعت الحكام على ضعف وسائل الدفاع، فقد أخذ أهل الذمة بجبال الدروع بكاتبون الفونس ويحثونه للهجوم على غرناطة، فاستنجد تميم بالمغرب، وعلى أثر ذلك الحادثة انتقل أبو الوليد ابن رشد قاضي قرطبة إلى مراكش ليبحث مع أمير المسلمين خطر الذين الموجودين بمنطقة غرناطة، وكيفية عقابهم ويحثه على تجديد الحصون المحيطة بالمدن الأندلسية الكبرى. فكتب أمير المسلمين إلى عماله يأمرهم بأن يعجلوا في أصلاح مراكز الدفاع عن المدن الكبرى، وعزل تميما (٥٢٠) لقلة خبرته وولى عينعلو على غرناطة وعمر بن سير على قرطبة، فقال عينعلو بإصلاح الأسوار. وقام أهل قرطبة بإصلاح سور مدينتهم، كل حي يصلح ما يليه وكذلك فعل أهل إشبيلية وأهل المرية. (١)


(١) اعتمدت في المعلومات التي اندرجت في هذه الفقرة والفقرة التي سبقتها على بحث للأستاذ امبروسيو هويسي ميرانده نشر بمجلة تطوان (العدد ٣و٤ ١٩٥٨ - ١٩٥٩) ص ١٥٤ - ١٧٥.

<<  <   >  >>