الإمام الطاهر والكوكب الزاهر والأسد الخادر والبحر الزاخر أوهب الملوك للذخائر.. الخ " فسر به ذلك الأمير وأدناه وقربه. وهذه المقامة شبيهة بمقامة القرطبي من حيث أنها تتكون من مقدمة مهيئة للمدح ثم يليها بعد ذلك ضروب من الثناء؟ وأغلب الظن انه قالها في المعتضد - كما أنها تعتمد سرد الأمثال اعتمادا كبيرا مثل رسالة ابن زيدون الهزلية في كثير من أجزائها.
٥ - مقامة الفتح ابن خاقان علي ابي محمد البطليموسي:
تسمى أيضا المقامة " القرطبية " وهي على نسيج المقامة المشرقية في أن بطلها المتخيل يحمل اسم " علي بن هشام "، يرتحل من ارض الشام قاصدا بلاد الأندلس طلبا للتعرف على الأدب والأدباء " وقبل ما وصفت لي بلنسية بهاء وسام، وقيل لي هم في ثغر الجزيرة ابتسام، فأنخت بها الجمل، وقد وافت الشمس الحمل، وصدح القمري وهدل، وقام وزن النهار فاعتدل ". وهنا يصف جمال بلنسية ويسأل عن حملة الأدب فيقال له: " وفيها الشيخ أبو محمد البطليموسي علة العلل وشفاء الظمآن من العلل، مطاف الطلبة وإمام الخالة الخلبة ". ويذهب للقاء البطليموسي فإذا به يلقى " بفتى له لألاء ورواء، عمامته بين الرجال لواء، فرعه أفرع، وجيده أتلع، وأنفه ممطول وخلقه مجدول؟. " ومع الفتى رفيق له يسمى ابن الطويل والآخر خليل له، وقعد إليهما فتناشدوا الأشعار. ثم يسألهما عن الشيخ البطليموسي، فيأخذ أحدهما في دمه بفاحش الصفات ومقذعها " يأتي المناكر في كل ناد، ويهيم في العمه في كل واد، لا يرجى له ارعواء، ولا يأسو جرحه دواء ". وحدثه كل واحد منهما بمنكرة من