للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فعلات البطليموسي قال علي بن هشام: " فلم ولج سمعي ما ولج، وانبلج من امر الشيخ ما انبلج، بالغت في الطعن وأمعنت في السباب واللعن، واستخرت الله في الظعن، ويممت حضرة ابن معن ". (يعني ابن صمادح) .

وتلك هي الغاية من المقامة، وقد بلغت حدا بعيدا في الإقذاع والطعن ورد عليها من اسمه الوزير أبو جعفر برسالة سميت رسالة الانتصار، ولمن لم يرد عليها البطليموسي فيما يبدو، وقد عاب صاحب الرد على كاتب المقامة أنه " يقع في لحم أخيه سبعا، ويرتاح فيما يحزنه صنعا، كلامه زور، ونظامه فجور، وثناؤه كذب، ومضماره لعب. إن ذكر العلماء أفحش، أو وصف الفقهاء أوحش ".

من هو مؤلف هذه المقامة؟ لقد نسبت إلى الفتح بن خاقان، ولكن هناك شكا كبيرا في نسبها إليه، لأن الفتح ألف كتابا مستقلا في ترجمة ابن السيد، أثنى عليه فيه كثيرا، ولا نعلم أن الخلاف دب بينهما قبل ذلك أو بعده، ثم إن بعضهم اتهم الكاتب أبا عبد الله بن أبي الخصال بكتابتها، فتنصل من ذلك في رسالة كتبها إلى أبي الحسن بن سراج، ونفى تلك المقامة عن نفسه ويقول في جملتها: " ما هذه المقامة إلا قيامة حشرت الكرام وحاشت، وما استثنت ولا حاشت، أصابت وأشوت، وصابت وأخوت، وعمت لتخص، وناجت لتعلن وتنص (وتغص) ، والمناجى لهيب، وقد يؤذي من المقة الحبيب، اللهم طهرها من دنس الدعوة واجعلني فيها مستجاب الدعوة، حتى ندعوها لأبيها ونتبع الأقسط عندك فيها؟. أولى لهذا المنهم (المتوهم) ، ساء ما حكم، ويا بعد توهم " (١) .


(١) رسائل اخوانية: ١٦، وترسل الفقيه: ٧٤.

<<  <   >  >>