للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وتستساغ في البلاطات الأجنبية ويحدثنا ابن الكتاني؟ الآنف الذكر - عن مجلس غنار عند بنت شانجة ملك البشكنس، زوجة شانجة بن غرسيه ابن فرذلند فيقول: انه كانت في المجلس عدة قينات مسلمات في اللواتي وهبهن له سليمان بن الحكم أيام إمارته بقرطبة فأومأت بنت شانجة إلى جارية منهن، فأخذت العود وغنت بهذه الأبيات:

خليلي ما للريح تأتي كأنما ... يخالطها عند الهبوب خلوق

أم الريح جاءت من بلاد أحبتني ... فأحسبها ريح الحبيب تسوق إلى آخر هذه الأبيات (١) .

ولمح هذا الأثر الغنائي الموسيقي الباحثون الذين اعتمدوا المقارنة بين الطريقة العربية وما تأثر بها. فذهب الأب خوان اندريس منذ القرن الثامن عشر إلى موسيقى التروبادور وآراء الفونسو العالم في هذا الفن عربية كلها (٢) وتوصل الاستاذ ريبيرا إلى القول بأن نظام الزجل ظل باقيا في صناعة الألحان الموسيقية ولا سيما في هذا النوع من الألحان المعروفة بالروندو rondo وهي ترجمة للفظة العربية " نوبة " أي نظام نعاقب فريق من العازفين على عزف قطعة موسيقية، فيعزف عازف لحنا موسيقيا يقابل الخرجة نرمز له بالحرفين أب ثم يلي ذلك غصن موسيقي من ثلاثة ألحان متشابهة يليها لحن في نفس نغم الخرجة فيصبح وزن الغصن اااب ويجيء بعد الخرجة الأولى (٣) ؛ وهذا


(١) الذخيرة - القسم الثالث (المخطوط) : ١٩٧ - ١٠٨.
(٢) تاريخ الفكر الأندلسي: ٥٣٦.
(٣) المصدر نفسه: ٦١٧.

<<  <   >  >>