للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن باجة: " وله؟ مدائح انتظمت بلبات الأوان، ونظمت كل شتيت من الإحسان " (١) .

وأما احكام صغة الكلام لابن عبد الغفور فأنه لاحق بكتب البلاغة لا بكتب النقد في جملته، وفيه يظهر طغيان شخصية أبي العلاء المعري على نثر الأندلس - وهذا ما سأعرض له في موضع آخر - ويتحدث الكتاب عن أحكام الكتاب والخطابة والتوقيعات والحكم المرتجلة والأمثال أي عن القواعد الشكلية في ميدان النثر وفنونه المختلطة من ترسل وتوقيع ومقامة ووثائق وأكثر الأمثلة فيه مشرقة مع قليل من النثر الأندلسي. ويحتاج المصطلح الذي يستعمله ابن عبد الغفور إلى أن يعرض على المصطلح المشرقي ليظهر مدى مباينته له، فهو يقسم السجه مثلا في ثلاثة أقسام: المنقاد والمستجلب والمشكل. وهناك نوع من الكتابة سماه " المغصن " ولعله استوحى هذه التسمية من التوشيح الأندلسي، قال: " وسميانا هذا النوع المغصن لأنه ذو فروع وأغصان، وقلما يستعمله إلا المحدثون من أهل مصرنا، وهو نحو قولي: وقد يكون من النعم والإحسان، ما يصدر من الفم واللسان، ومن النعماء والمعروف ما ييسر بالأسماء والحروف، فقابلت سجعتين، كل سجعة موافقة لصاحبها، وقد يقابل في هذا الفصل ثلاث بثلاث؟. " (٢) .

وإذا كان ابن بسام هو الناقد الذي يستأثر باهتمامنا في هذه الفترة فعلينا، لكي نتفهم موقفه، أن نعود فتتمثل الدعوة النقدية التي دعا إليها ابن حزم. ويمكننا أن نقول على وجه الإيجاز إن دعوته كانت ذات شقين الأول: موقف دفاعي عن تراث الأندلس الفكري عامة؟ والأدبي


(١) المصدر نفسه: ٣٠١
(٢) احكام صنعة الكلام: ٤٠.

<<  <   >  >>