للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

منبره يهتف من شوقه ... إليك بالسهل وبالمرحب

أطربه الوقت الذي قد دنا ... وكان من قبلك لم يطرب

هفا الوجد فلو منبر ... طار لوافى خطفة الكوكب

إلى جميل الوجه ذي هيبة ... ليست لحامي الغابة المغضب

لا يمكن الناظر من رؤية ... إلا التماح الخائف المذنب ثم تعرض لذكر الطعام وبيعه والمال الذي قبضه فقال:

إن ترد المال فإني امرؤ ... لم أجمع المال ولم أكسب

إذا أخذت الحق مني فلا ... تلتمس الربح ولا ترغب

قد أحسن الله إلينا معا ... أن كان رأس المال لم يذهب وواضح من هذا كيف ان الغزال لا يستعمل التذلل للاستشفاع، وإنما يعتمد على شاعريته في المدح وعلى روحه الفكاهية.

غير أن تأريخ هذه القصة بأنها حدثت في أيام عبد الرحمن مما يستدعي شيئا من التوقف، فإنا لا نعلم قحطا حدث في أيامه، لكن هناك مجاعة حدثت سنة ١٩٩هـ في أيام الحكم والد عبد الرحمن، فلعل للحكاية صلة بها، أو لعل هناك قحطا حدث في أيام عبد الرحمن نفسه ولم تحدثنا عنه كتب التاريخ، التي وصلت إلينا.

ومن أخباره في أيام عبد الرحمن صلته بقاضيين أخوين من بلده جيان، وهما يخامر الشعباني وأخوه معاذ، أما الأول فقد ولي القضاء سنة ٢٢٠هـ، فعامل الناس بخلق صعب ومذهب وعر فانبرى له الغزال يهجوه ويصفه بالبله والجهل، ومن شعره يشير إليه (١) :

فسبحان من أعطاك بطشا وقوة ... وسبحان من ولى القضاء يخامرا ثم ولي معاذ القضاء سنة ٢٣٢ وكان طيبا ولى أحباس قرطبة رجلا ظن فيه خيرا فخاب ظنه فقال الغزال (٢) :


(١) قضاة قرطبة: ٨٣.
(٢) قضاة قرطبة: ٨٦ والتكملة: ٧٣٢ والعقد ١: ٣٩٣ (ط. ١٢٩٣هـ) .

<<  <   >  >>