للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يقول لي القاضي معاذ مشاورا ... وولى امرءا؟ فيما يرى - من ذوي الفضل

فديتك ماذا تحسب المرء صانعا ... فقلت وماذا يصنع الدب بالنحل

يدق خلاياها ويأكل شهدها ... ويترك للذبان ما كان من فضل كان الغزال حينئذ قد تجاوز الخامسة والسبعين وتهكمه بالقاضي وصاحب الاحباس ممزوج بالحكمة. وفي هذه السن أو في قريب منها كان ما يزال يروح ويجيء إلى عبد الرحمن في قصره، وذات يوم دخل على الأمير فحياه هذا بقوله (١) :

جاء الغزال بحسنه وجماله ... فطلب إليه ان يجيز فقال:

قال الأمير مداعبا بمقاله ... جاء الغزال بحسنه وجماله

أين الجمال من امرئ أربى على ... متعدد السبعين من أحواله

أين الجمال له، الجمال من امرئ ... ألقاه ريب الدهر في أغلاله

وأعاره من بعد جدته بلى ... وأحال رونق وجهه عن حاله وهي قصيدة طويلة، لم تبق منها إلا هذه الأبيات التي تدل على نسق جميل.

سفارة الغزال إلى بلاد النورمان (أو إلى القسطنطينية)

ومن أبرز الحوادث في حياة الغزال سفارته عن الأمير الأندلسي وقد قال ابن سعيد انه ذهب إلى ملك القسطنطينية (٢) ، وأول من دون خبر هذه الرحلة هو تمام بن علقمة، معاصر الغزال، في تاريخ له ألفه، وذكرها ابن حيان في كتاب المقتبس، وعن أحدهما، فيما يبدو، نقل ابن دحية شيئا من خبر تلك الرحلة مفصلا في كتاب المطرب ولكنه جعل


(١) ابن عذاري ٢: ١٣٩.
(٢) المغرب ٢: ٥٧.

<<  <   >  >>