للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

صدر سنة ٤٠٧ بقصيدة عارض فيها قصيدته النونية التي قالها في المستعين (١) :

لك الخير قد أوفى بعهدك خيران ... وبشراك قد آواك عز وسلطان وكان قد ركب البحر مع أهله وبنيه فوصف في هذه القصيدة سيره والأهوال التي لاقاها في البحر:

إليك شحنا الفلك تهوي كأنها ... قد ذعرت من مغرب الشمس غربان

على لجج خضر إذا هبت الصبا ... ترامى بنا فيها ثبير وثهلان

وفي طي أسمال الغريب غرائب ... سكن شغاف القلب، شيب وولدان

إذا غيض ماء البحر منها مددنه ... بدمع عيون تمتريهن أشجان

يقلن وموج البحر والهم والدجى ... تموج بنا فيها عيون وآذان

ألا هل إلى الدنيا معاد وهل لنا ... سوى البحر قبر أو سوى الماء اكفان

وهبنا رأينا معلم الأرض هل لنا ... من الأرض مأوى أو من الإنس عرفان ويأسى في القصيدة على أن بلاد الغرب قد ضيعته، ويزعم ان بغداد ترحب بمقدمه، ويقدر قيمة نفسه وهو يستعطف الملوك لأولاده:

فان غربت أرض المغارب موطني ... وانكرني فيها خليط وخلان

فكم رحبت أرض العراق بمقدمي ... وأجزلت البشرى علي خراسان

فان بلادا أخرجتني لعطل ... وان زمانا خان عهدي لخوان ويتذكر أصدقائه وأهله الذين طواهم الموت، ثم يمني أولاده بالخير حين ينزلون قصر المرية لأنهم ينزلون " ببحر ندى يمناه در ومرجان "، ويطنب في مدح هذا البحر، وقد شهرت هذه القصيدة حتى عارضتها إحدى شواعر الأندلس عندما مدحت خيران العامري نفسه (٢) :


(١) أعمال الأعلام: ٢١٢ والذخيرة ١/١: ٧٤
(٢) الجذوة: ٣٨٩

<<  <   >  >>