للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهو في هذا يعارض المتنبي في قصيدة مدح بها ابن العميد ابا الفضل، ويتتبع سياق القصيدة في مثل قوله:

ولتعلم الأملاك أني بعدهم ... ألفيت كل الصيد في جوف الفرا؟؟؟؟.

كلا وقد آنست من هود هدى ... ولقيت يعرب في القبول وحميرا

والحارث الجفني ممنوع الحمى ... بالخيل والآساد مبذول القرى

وحططت رحلي بين ناري حاتم ... أيام يقري موسرا أو معسرا

ولقيت زيد الخيل تحت عجاجة ... تكسو غلائلها الجياد الضمرا والثانية قالها فيه حين ورد عليه صاعد اللغوي، ومنها (١) :

علا فحوى ميراث عاد وتبع ... بهيمته العليا ونسبنه الدنيا ومدح فيها صاعدا وقارن بين نفسه وبين منذر في قوله:

وقد لاذ أبطال الجلاد بعطفه ... كما لاذ أطفال الجلاء بعطفيا

وقد قصرت عنهم رماح عداته ... كما قصرت عنهم رياش جناحيا وبكى ضياعه وتأسف لمصيره، وانه مدفون في الحياة:

فيا لك من ذكرى سناء ورفعة ... إذا وضعوا في الترب أيمن شقيا

وفاحت ليالي الدهر مني ميتا ... فأخزين اياما دفنت بها حيا؟؟؟؟؟؟.

فيا عبرتي سحي لعلي مبلل ... بجريك ما انزفت من ماء خديا

ويا خلتي ان سوف الغوث بالمنى ... ويا غلتي إن أبطأ الغيث بالسقيا

فقوما إلى رب السماء فأسعدا ... تقلب وجهي في السماء وكفيا فهو يحس في أسى انه أنزف ماء وجهه، وان خلته لم تسد وغلته لم ترو، وانه لا يزال يدعو الله ان ينزل عليه الرحمة، ومعنى هذا انه في ظل منذر لا يزال يحس بالفقر، دع عنك إحساسه بالغربة.


(١) الذخيرة ١/١: ٥٤

<<  <   >  >>