للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والثالثة عدها الحميدي من مذهبات أشعاره في منذر وهي (١) :

قل للربيع اسحب ملاء سحائبي ... واجرر ذيولك في مجر ذوائبي وفيها يتشوق إلى قرطبة ويقول مخاطبا الربيع أيضاً:

واجنح لقرطبة فعانق تربها ... عني بمثل جوانحي وترائبي

وانشر على تلك الأباطح والربى ... زهرا يخبر عنك أنك كاتبي وهذا التشوق يدل على ان شيئا من الاستقرار قد اخذ يصرفه عن بكاء نفسه والاستجداء لأولاده، واخذ يستعيد ذكرياته في الوطن، ويلتفت عن حاضره إلى ماضيه وكان كثير الانهماك في تصوير ذلك الحاضر.

أما الرابعة فقد بقي منها قوله (٢) :

يا عاكفين على المدام تنبهوا ... وسلوا لساني عن مكارم منذر

ملك لو استنبهت حبة قلبه ... كرما لجاء بها ولم يتعذر ومن ممدحي ابن دراج في هذه الفترة شخص يدعى ابن ازرق (أو ابن ارزق) واظنه ابا عامر بن ارزق أحد من استكتبهم منذر بن يحيى (٣) ، ومدحه لأحد الكتاب، معناه ان شيخوخته حالت بينه وبين العمل في الكتابة عند منذر، وظل يتكسب بشعره من منذر ورجاله.

ومن قصيدته لابن ارزق يذكر حاله وحال اطفاله أيضاً (٤) :

اخو ظمأ يمص حشاه سبع ... وأربعة وكلهم ظماء

كأنهم يوسف عددا ولكن ... برؤيا هذه برح الخفاء

خطوب خاطبتهم من دواه ... يموت الحزم فيها والدهاء وفي سرقسطة روى عنه أناس منهم محمد بن ميمون القرشي وهو من أهل العلم بالأدب والعربية ومظفر الكاتب السرقسطي (٥) . ونقل صاحب


(١) الجذوة: ١٠٥
(٢) الجذوة: ١٠٥ والمطرب: ١٠٦
(٣) انظر الذخيرة ١/١: ١٥٤
(٤) الذخيرة ١/١: ٦٧
(٥) التكملة: ٣٩٦، ٧١٣

<<  <   >  >>