للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالضرورة ندري ان في النساء من هن أفضل من كثير من الرجال وأتم دينا وعقلا غير الوجوه التي ذكر النبي (ص) " (١) .

٨

- إن كثيرا مما تقدم يمنح المجتمع الأندلسي لونا قد يكون فارقا إلى حد ما، ويقربنا كثيرا من الشعور بالتسامح إزاء الحياة ومظاهر النمو الحضاري ولكنا ما نكاد نقترب من الدائرة المذهبية والعلمية حتى نصطدم بروح بالغة من التشدد والتزمت؛ لقد دخلت المذاهب إلى الأندلس ثم اندحرت أمام مذهب مالك، فكان أهل الأندلس على مذهب الاوزاعي قبل دخول بني أمية (٢) ، ويقال ان الذي ادخله هو صعصعة بن سلام (- ٢٩٢) وكان زهير بن مالك البلوي فقيها على مذهب الاوزاعي حتى حين اخذ الناس يتحولون عنه (٣) . ثم غلب مذهب مالك مع الزمن لسببين ذكر أحدهما ابن حزم وذكر الثاني ابن خلدون. أما ابن حزم فيقول: مذهبان انتشرا في بدء أمرهما بالرياسة والسلطان مذهب أبي حنيفة؟ ومذهب مالك عندنا بالأندلس فان يحيى بن يحيى كان مكينا عند السلطان مقبول القول في القضاة وكان لا يلي قاض في أقطار الأندلس إلا بمشورته واختياره ولا يشير إلا بأصحابه ومن كان على مذهبه والناس سراع إلى الدنيا (٤) ، ويقول ابن خلدون: أن البداوة كانت غالبة على أهل المغرب والأندلس ولم يكونوا يعانون الحضارة التي لأهل العراق فكانوا إلى أهل الحجاز أميل لمناسبة البداوة (٥) . ومن الصعب ان نحدد من هو أول من أدخل مذهب مالك إلى الأندلس، فمن قائل انه زياد


(١) الفصل ٤: ١٣٢.
(٢) ابن الفرضي ١: ١٨١.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) النفح ١: ٣٣٢.
(٥) المقدمة: ٤٤٩ (ط. المكتبة التجارية بمصر) .

<<  <   >  >>