للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

العامريين وخاتمة محسني أهل الأندلس اجمعين " (١) وبتقريب من هذا قال ابن بسام نفسه، وقال فيه الثعالبي " بلغني ان أبا عمر القسطلي كان عندهم بصقع الأندلس كالمتنبي بصقع الشام؟ وكان يجيد ما ينظم " (٢) وقد افتخر الأندلسيون بذكر الثعالبي له، وسموا ابن دراج متنبي المغرب. ووصف ابن شرف بأنه " شاعر ماهر عالم بما يقول؟ حاذق بوضع الكلام في مواضعه لا سيما إذا ذكر ما أصابه في الفتنة وشكا ما دهاه في أيام المحنة، وبالجملة فهو أشعر أهل مغربه، في ابعد الزمان وأقربه " (٣) وقال ابن شهيد: " والفرق بين أبي عمر وغيره ان أبا عمر مطبوع النظام، شديد أسر الكلام، ثم زاد بما في أشعاره من الدليل على العلم بالخبر واللغة والنسب وما تراه من حوكه للكلام، وملكه لأحرار الألفاظ، وسعة صدره وجيشة بحره، وصحة قدرته على البديع وطول طلقه في الوصف وبغيته للمعنى وترديده وتلاعبه وتكريره وراحته بما يتعب الناس وسعة نفسه فيما يضيق الأنفاس " (٤) .

وافتخر به الشقندي واختار له قصيدته الرائية في معارضته أبي نواس ثم شفع ذلك بقوله (٥) : " وأنا اقسم بما حازته هذه الأبيات من غرائب الآيات لو سمع هذا المدح سيد بني حمدان لسلا به عن مدح شاعره الذي ساد كل شاعر، ورأى ان هذه الطريقة أولى بمدح الملوك من كل ما تفنن فيه كل ناظم وناثر ".

شعره

إليه انتهت الطريقة التي اختارها الأندلسيون وارتضوها بعد الغزال


(١) الذخيرة ١/١: ٤٣
(٢) اليتيمة ١: ٣٨/٤ والذخيرة ١١: ٤٤
(٣) الذخيرة ٤/١: ١٦٥
(٤) الذخيرة ١/١: ٤٥
(٥) النفح ٢: ٧٨٢ - ٧٨٣

<<  <   >  >>