للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فقلت لها: امري الي من سمت به ... إلى المجد آباء له وجدود وفيها يقول مصرخا بذكر المعتلي:

إلى المعتلي عاليت همي طالبا ... لكرته إن الكريم يعود

همام أراه جوده سبل العلا ... وعلمه الأحسان كيف يسود ومنها:

حنانيك إن الماء قد بلغ الزبى ... وأنحت رزايا ما لهن عديد

ظمئت إلى صافي الهواء وطلقه ... فهل لي يوما في رضاك ورود غير أن علاقته بالمعتلي تحسنت حين استجاب هذا الوالي لرجائه وأطلقه، فأخذ يمدحه ويبعث إليه بالمدائح من قرطبة، من ذلك أن المعتلي لما اوقع بالفرقة الزنجية في اشبيلية كتب أبو عامر إليه يمدحه ويقول (١) :

غناك سعدك في ظل الصبا وسقى ... " فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا " ومنها:

أجريت للزنج فوق النهر نهر دم ... حتى استحال جللت شفقا

وساعد الفلك الأعلى بقتلهم ... حتى غدا الفلك بالناجي به غرقا ولما انتصر المعتلي على ابن الشرب، أنشده الشعراء قصائدهم فلم تعجب أبا عامر وأنشده يومئذ (٢) :

فريق العدا من حد عزمك يفرق ... وبالدهر مما خاف بطشك أولق

عجبت لمن يعتد دونك جنة ... وسهمك سعد والقضاء مفوق

وما شرب ابن الشرب قبلك خمرة ... من الذل بالعجز الصريح تصفق وقد يكون أبو عامر أنشد هذه القصيدة في قرطبة أو في مالقة، لان المعتلي هذا لما رأى ضعف القاسم بن حمود بقرطبة زحف عليها من مالقة، ودخلها دون قتال وهرب منها القاسم، وظل يحيى المعتلي فيها


(١) الذخيرة ١/١: ٢٦٨
(٢) الذخيرة ١/١: ٢٧٣

<<  <   >  >>