للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حتى سنة ٤١٣ حين عاد القاسم بجيش من البربر فأخرجه عنها، وهرب المعتلي إلى مالقة، ويبدو أن ابن شهيد كان ميالا للمعتلي، ولذلك فانه فكر في اللحاق به إلى مالقة، ولا ندري هل نفذ هذا العزم أو رجع عنه، ولكن له قصيدة قالها وقد أزمع الخروج عن قرطبة لاحقا بيحيى وهو يذكر فيها أنه محسود ببلده، وأن أمية هضموا حقه، وان هاشما (أي العلوي يحيى) سيرد له حقوقه، يقول (١) :

أرى أعينا ترنو إلي كأنما ... تساور منها جانبي أراقم

أدور فلا أعتام غير محارب ... وأسعى فلا ألقى امرءا لي يسالم

ويجلب لي فهمي ضروبا من الأذى ... وأشقى امرئ في قرية الجهل عالم

سلام عليكم لا تحية شاكر ... ولكن شجى تنسد منه الحلاقم

عليكم بداري فاهدموها دعائما ... ففي الأرض بناءون لي ودعائم

لئن أخرجتني عنكم شر عصبة ... ففي الأرض إخوان علي أكارم

وان هشمت حقي أمية عندها ... فهاتا على ظهر المحجة هاشم وأراد أهل قرطبة بعد خروج يحيى أن يبايعوا واحدا من بني أمية فقدموا عليهم عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار الذي تلقب بالمستظهر (٤١٤) ووزر له ابن حزم أبو محمد فلم يمكث في الخلافة اكثر من شهر ونصف، وخلفه الذي ثار عليه ولقب بالمستكفي، فحكم ستة اشهر وأياما، ثم عاد يحيى الحموي، فلما انقضت أيامه بايع أهل قرطبة أمويا جديدا هو هشام بن محمد، من نسل الناصر (٤١٨) ، فتلقب المعتد بالله، وبقي يتنقل في الثغور ثلاثة أعوام دون استقرار، ثم سار إلى قرطبة فدخلها في الثامن من ذي الحجة سنة ٤٣٠، فلم يقم بها إلا يسيرا حتى خلعه الجند، وبخلعه انقطعت الدعوة لبني أمية بتاتا. ولا ندري شيئا من أمر ابن شهيد في هذه الفترة المتقلبة غير انه وزر أولا للمستظهر مع صديقه


(١) الذخيرة ١/١: ٢٧٥

<<  <   >  >>