للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أفدي أسيماء من نديم ... ملازم للكؤوس راتب

قد عجبوا في السهاد منها ... وهي لعمري من العجائب

قالوا تجافى الرقاد عنها ... فقلت: لا ترقد الكواكب ومن مدائحه في ابن المظفر:

جمعت بطاعة حبك الأضداد ... وتألف الأفصاح والأعياد

كتب القضاء بأن جدك صاعد ... والصبح رق والظلام مداد ومرت اكثر أيام ابن شهيد وهو في قرطبة، في مناقضات ومماحكات بينه وبين معاصريه من الأدباء والشعراء، فتصدى له من الشعراء خصمه وصديقه ابن الحناط الأعمى الذي كان مغرى بالكيد له، وجرت بينه وبين ابن شهيد " مناقضات في عدة رسائل وقصائد أشرقت أبا عامر بالماء وأخذت عليه بفروج الهواء " (١) ، ومن رسائله التي أنحى فيها على طريقة ابن شهيد في النظم والنثر: " الإسهاب كلفة، والإيجاز حكمة، وخواطر الألباب سهام، يصاب بها اغراض الكلام، وأخونا أبو عامر يسهب نثرا ويطيل نظما، شامخا بأنفه ثانيا من عطفه، متخيلا انه قد أحرز السباق في الآداب، وأوتي فصل الخطاب، فهو يستقصر أساتيذ الأدباء، ويستجهل شيوخ العلماء.

" وابن اللبون إذا ما لز في قرن ... لم يستطع صولة البزل القناعيس (٢) " ومع ذلك فانا نجد ابن الحناط هذا يمدح أبا عامر في قصيدة، منها (٣) :

أما الفراق فلي في يومه فرق ... وقد أرقت له لو ينفع الأرق

أظعانهم عيني التي انهملت ... أم الدموع مع الأظعان تستبق

عاق العقيق عن السلوان واتضحت ... في توضح لي من نهج الهوى طرق بل أن الحناط لما نعي إليه أبو عامر بكى ورثاه بديهة بقوله (٤) :


(١) الذخيرة ١/١: ٣٨٣
(٢) الذخيرة ١/١: ٣٨٥
(٣) الجذوة ٣: ٥٤
(٤) الجذوة: ٥٤ والنفح ٢: ٨١٦

<<  <   >  >>