للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أزهار فكرة اللمائي فأخبره أن اللمائي مات:

فقلت: والسقم منشور على جسدي ... يحدو الردى ورداء العيش مطوي

أهدى اللمائي من أزهار فكرته ... نشرا فقال الدجى مر اللمائي

فقيل: مات فقال الليل: قارب ذا ... فانهل من مقلتي نوء سماكي

وبت فردا أنادي مقلتي شغفا ... كأنني في نقوب الدار جني

لا عشت إن مت لي يا واحدي أبدا ... وموتنا واحد ر شك مرئي

ان الكريم إذا ما مات صاحبه ... أودى به الوجد والثكل الطبيعي ورثى ابن شهيد أيضاً حسان بن مالك بن أبي عبدة الوزير (- ٤٢٠) وهو من الائمة في اللغة والادب في أيام الدولة العامرية (١) ، وممن لهم علاقة وكيدة بالقاضي ابن ذكوان، واحسب ان ابن شهيد لم يرثه لصداقة بينهما، فقد توفي الرجل عن سن عالية، ولكنه رثاه اعترافا بفضله وأدبه، فقال:

أفي كل عام مصرع لعظيم ... أصاب المنايا حادثي وقديمي

وكيف اهتدائي في الخطوب إذا دجت ... وقد فقدت عيناي ضوء نجوم

مضى السلف الوضاح الا بقية ... كغرة مسود القميص بهيم

فان ركبت مني الليالي هضيمة ... فقبلي ما كان اهتضام تميم وفيها يذكر فضله وفوائده في العلم والادب:

كأنك لم تلقح بريح من الحجا ... عقائم أفكار بغير عقيم

ولم نعتمد مغناك غدوا ولم نزل ... نؤم لفضل الحكم دار حكيم ومن اوثق العلاقات ما كان بينه وبين عبد العزيز بن أبي عامر، فإليه وجه ابن شهيد كثيرا من رسائله ومدحه بقصائد جمة، وذكره دالته على العامريين، وتحرم بفضله، ولم يستنكف من ان يشكو إليه حاجته أحيانا وضيق ذات يده، وربما كان يشير إلى أيامهما معا


(١) انظر ترجمته في الجذوة: ١٨٣ والمطمح: ٢٦

<<  <   >  >>