للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في قوله (١) :

سقيا لطيب زماننا وسروره ... وعزيز عيش مسعف بغزيره ومن أجمل مدائحه فيه واطولها قصيدته التي مطلعها (٢) :

هاتيك دارهم فقف بمعانها ... تجد الدموع تجد في هملانها ويطول بنا القول لو أردنا أن نحصر طبيعة العلاقات بين ابن شهيد والمقربين إليه، فهو يخاطب في مرض موته صديقا له يدعى ابا عمرو، ولا شك أيضا في انه كان على صلة بالكاتب أبي حفص بن برد مولى الشهيديين، ولما مات محمد بن ربيب كان ابن شهيد هو الذي اقترح على ابن برد رثاءه، ولم يرثه بنفسه؟ فيما يبدو - (٣) وابن برد رثى ابن شهيد أيضاً كما رثاه أبو الاصبغ القرشي وكثيرون غيرهما (٤) وكان من اصدقائه الذين قبله أيضاً أبو الوليد الزجالي.

علته ووفاته (٥) :

بدأ مرض ابن شهيد في مستهل ذي القعدة سنة ٤٢٥، ولازمه حتى قضى نحبه، ومعنى هذا أنه ظل مريضا سبعة اشهر كاملة، قاسى فيها العذاب الشديد، ويقول ابن بسام ان الفالج غلب عليه، ولكنه لم يقض على حركته تماما فكان يمشي إلى حاجته على عصا مرة، واعتمادا على إنسان مرة، وفي العشرين يوما الأخيرة صار حجرا لا يبرح ولا يتقلب، ولا يحتمل ان يحرك لعظيم الأوجاع، اما الحميدي فيقول؟ نقلا عن ابن حزم - ان علته هي ضيق النفس والنفخ، ويبدو انهما اجتمعتا عليه معا، وأن إصابته بالعلة الثانية ترجع إلى ما قبل أصابته بالفالج،


(١) الذخيرة ١/١: ١٧٦ والشريشي ١: ١٩٤، ٢٣٠
(٢) الذخيرة ١/١: ١٧٣
(٣) الذخيرة ١⁄٢: ٥١
(٤) الذخيرة ١/١: ٢٨٨
(٥) راجع الذخيرة ١/١: ٢٨١ - ٢٨٩

<<  <   >  >>