للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كل كأن لم يكن تقضى ... وشؤمه حاضر عتيد

حصله كاتب حفيظ ... وضمه صادق شهيد

يا ويلنا إن تنكبتنا ... رحمة من بطشه شديد

يا رب عفوا فأنت مولى ... قصر في أمرك العبيد وكان أبو عامر شديد الخوف من الموت، ومن شدة السوق، فأخذ يدعو الله عز وجل ويشهد شهادة التوحيد، ويرغب إلى الله ان يرفق به، حتى أسلم الروح ضحى يوم الجمعة آخر يوم من جمادى الأولى سنة ٤٢٦هـ ودفن يوم السبت ثاني يوم وفاته في مقبرة أم سلمة، ولا عقب له، وتكاثر الناس في جنازته، وكثر البكاء والعويل عند قبره، وأنشدت جملة من المراثي.

صفته وأخلاقه وثقافته:

كان ابن شهيد أصم، ومن فكاهات ابن الحناط أنه حين سئل: كيف كان هشام المعتد؟ قال: يكفي من الدلالة على اختياره انه استكتبني واتخذ ابن شهيد جليسا، وكان ابن الحناط أعمى، وابن شهيد أصم (١) ، ولما كان ابن عباس يترنم بقسيم من الشعر لم يسمع ابن شهيد ما كان يقول واضطر ان يسأل أحد الجماعة ليسمعه ما كان يترنم به. وكان أيضاً أطلس والدليل على ذلك قوله في رسالة التوابع والزوابع على لسان صاحب عبد الحميد الكاتب " أهكذا أنت يا أطيلس، تركب لكل نهجه، وتعج إليه عجه؟ فقلت: الذئب أطلس وان التيس ما علمت " (٢) . وهذا كل ما نعرفه من صفاته الجسمانية، وربما كان لصممه أثر بعيد في تكييف علاقاته بالناس، ومحاولته الترفع عن نظراته ومعاصريه، وإساءة الظن فيهم.


(١) المغرب ١: ١٢٣
(٢) الذخيرة ١/١: ٢٣٠

<<  <   >  >>