للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

العاطفية في الطوق. وكان صريحا في تذكر هذه الفترة من حياته في قصور قرطبة، وفي التحدث عن شؤون قلبه، وعن حبه لجارية أخرى ألفها في أيام صباه (١) .

واول تجاربه في المجتمع؟ خارج هذا النطاق - ان نراه في مجلس المظفر عبد الملك بن المنصور سنة ٣٩٦هـ وسنه يومئذ حوالي أربعة عشر عاما (ولد ليلة الفطر قبل طلوع الشمس وبعد سلام الإمام من صلاة الصبح آخر ليلة الأربعاء، آخر يوم من شهر رمضان المعظم وهو اليوم السابع من نونبر سنة ٣٨٤) (٢) وفي ذلك المجلس كان صاعد ينشد المظفر في يوم عيد الفطر قصيدته التي مطلعها:

إليك حدوت ناجية الركاب ... محملة أماني كالهضاب فأخذ علي يستحسنها ويصغي إليها مما حدا بصاعد ان يكتبها له بخطه وينفذها إليه (٣) . ثم تقوى صلته بوالده بعد ذلك ويصبح من شهود مجلسه.

وبقي احمد وابناؤه يعيشون في الجانب الشرقي من قرطبة في دورهم المحدثة بربض الزاهرة، على مقربة من المنصور اولا والمظفر ثانيا، إلى ان قام المهدي يحاول اخذ الخلافة. فانتقلوا من الجانب الشرقي إلى الغربي حيث دورهم ببلاط مغيث، وهي مساكنهم القديمة، في جمادى الآخر سنة ٣٩٩هـ. ويدل هذا الانتقال على ان الوزير ابن حزم كان يميل إلى إعادة السيادة الأموية، وانه نفض يده من الولاء العامري ومن الرضى بخلافة هشام المؤيد معا. وفي تلك الأثناء أشيع أن هشاما المؤيد توفي، فحضر على والده الوزير جنازته " المزورة " (٤) . غير ان


(١) الطوق: ١١٥
(٢) الصلة: ٣٩٥
(٣) الجذوة: ٢٢٤
(٤) الفصل ١: ٥٩

<<  <   >  >>